العفو عند المقدرة
العفو صفة الخالق ولقد أمرنا بالعفو عند المقدرة
أمرنا بالتسامح
ونتعلم من الحبيب المصطفى التسامح وننظر كيف سامح كفار مكة عندما فتحها وقال : لهم
ماتظنون إني فاعل بكم قالوا أخ كريم وبن أخ كريم قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
عليك صلاة الله وأذكى
التسليمات ياسيدي يا رسول الله
من أعظم الأخلاق رفعة العفو عند المقدرة , وهذه عبادة مهجورة , وهي من
صفات الله وأسمائه الحسنى فهو سبحانه : العفو القدير , أي:يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب والعقوبة على المعصية .
فالعفو بدون مقدرة قد
يكون عجزاً وقهراً , ولكن العفو مع المقدرة والانتقام فلا شك أنه صفة عظيمة لله
فيها الكمال , فهو سبحانه يحب العفو , ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس
, وقد ربى رسوله على
ذلك الخلق العظيم فقال الله لرسوله :
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف:199)
ويقول سبحانه وتعالى :
( فَمَنْ عَفَا
وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(الشورى: من الآية40)
وقد بشر الرسول صلى
الله وسلم عليه رجلا بالجنة في ثلاثة أيام متتالية , وليس له زيادة صلاة ولا زيادة صيام ولا زيادة صدقة , وهو لا يتنفل
بالقيام كثيرا ولا بالصلاة كثيرا , ولكنه بشر بالجنة وهو يسمع .
فلما تقصى ابن عمر
رضي الله عنه ذلك وجد أنه لا ينام حتى يعفو عن الناس كلهم يقول : اللهم إني قد
تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني .
فالمسلم يكون هينا
لينا سمحا تقيا , سهلا عفوا قريبا إلى الناس , متوددا إليهم , باذلا لهم , ناصحا
لهم , ملتمسا لهم الأعذار في جميع تصرفاتهم نحوه , ويقول إذا صدر منهم ما يغضبه: هذا من الشيطان وليس منهم بل الشيطان هو
الذي نزغ بهم , وهو الذي شجعهم على ذلك .
ومن حاول أن يربي
نفسه على هذه العبادة عاش مستريحاً , ينام ويستيقظ وهو في راحة .
يقول الإمام ابن
القيم : (يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب
أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن
يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك
, تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك).