تعريف القرآن
القرآن لغة: القرآن في
الأصل مصدر على وزن فُعلان (بالضم)، كالغُفران والشُكران، تقول: قرأته
قرءًا وقراءة وقرآنًا بمعنى واحد، أي تلوته تلاوة، وقد جاء القرآن بهذا المعنى المصدري في قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) (القيامة: 18) أي قراءته.
والقراءة: ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، كما أن الكتابة ضم الألفاظ بعضها إلى بعض في الخط، ثم صار القرآن علمًا لذلك الكتاب الكريم.
القرآن اصطلاحًا: هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المتعَبَّد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف، من أول سورة (الفاتحة) إلى آخر سورة (الناس).
أسماء القرآن
للقرآن الكريم أسماء كثيرة، أشهرها:
(القرآن) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الإسراء: 9).
(الكتاب) وهو مصدر كتب، بمعنى الجمع والضم، فبالنظر إلى أنه مقروء فهو القرآن، وبالنظر إلى أنه مكتوب فهو الكتاب، قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (النحل: 89).
(الفرقان) لأنه فارق بين الحق والباطل، قال تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا) (الفرقان: 1).
(التنزيل) وهو مصدر أريد به المنزّل، لنزوله من عند الله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين) (الشعراء: 192).
(الذكر) سمي به القرآن لاشتماله على المواعظ والزواجر، وقيل لاشتماله على
أخبار الأنبياء والأمم الماضية، وقيل من الذكر بمعنى الشرف. قال تعالى:
(وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) (الزخرف: 44)، أي شرف لكم لأنه نزل
بلغتكم، وقال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: 9).
والأسماء الأربعة الأخيرة هي أشهر الأسماء بعد لفظ (القرآن)، وقد صارت أعلامًا بالغلبة على القرآن في لسان أهل الشرع وعُرفهم.
آداب تلاوة القرآن الكريم
· يجب على من يقرأ القـرآن وهو ممسك بالمصحف بدون حائل أن يكون طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر.
· يستحب الوضوء لقراءة القرآن عن ظهر قلب، وبدون مس المصحف، فإن قرأ محدثًا جاز بالإجماع.
· الجنب والحائض تحرم عليهما القراءة إلا بعد الطهارة، ويجوز لهما النظر في المصحف دون مسه، وإمرار القرآن على القلب.
· يستحب للقارئ أن ينظف فاه بالسواك وغيره تعظيمًا وتطهيرًا.
· يسن التعوذ قبل القـراءة وصيغتها المختارة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
· يسن المحافظة على قراءة البسملة في أول كل سورة، إلا سورة التوبة فلا بسملة فيها.
· يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار، وأفضله المسجد.
· يستحب للقارئ في غيـر الصلاة أن يستقبل القبلة، ويجلس خاشعًا بسكينة ووقار.
· يسن الترتيل في قراءة القـرآن، لقوله تعالـى: (ورتل القرآن ترتيلا) (المزمل: 4).
· يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، لحديث ابن حبان وغيره: (زينوا القرآن بأصواتكم).
· تسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور.
· يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي لمن لم يقدر عليه.
· يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من النار، وإذا مر بآية تنزيه أن ينزه الله، فيقول: سبحان الله، أو تبـارك الله أو جلت عظمته.
· القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة.
· يكره قطع القراءة بالكلام (إلا لضرورة)، لأن كلام الله لا ينبغي أن يدخل عليه كلام غيره، ويكره أيضًا الضحك والعبث والنظر إلى ما يلهي.
· يسن السجود عند مواضع سجود التلاوة، مع قصر الفصل بين السجود وسببه.
· ينبغي للقارئ أن يقرأ حسب ترتيب المصحف فإن خالفه جاز له ذلك.
· المراجع:
التبيان في آداب حملة القرآن، للنووي.
الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي.
التحبير في علم التفسير، للسيوطي.
منزلة القرآن الكريم
القرآن الكريم مصدق للكتب السابقة ومهيمن عليها، فيقر ما فيها من حق وصدق فهي من عند الله تعالى ويكشف ما فيها من زيغ وتحريف وتبديل من البشر.
القرآن الكريم رسالة الله تعالى إلى الإنسانية كافة (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا) (الفرقان: 1).
القرآن الكريم هداية الخالق لإصلاح الخلق وشريعة السماء لأهل الأرض (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (الإسراء).
القرآن الكريم هو التشريع العام الخالد الذي تكفل بجميع ما يحتاج إليه البشر في أمور دينهم ودنياهم (ما فرطنا في الكتاب من شيء) (الأنعام: 38)، (ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء) (النحل: 89).
القرآن الكريم هو الذي صلحت به الدنيا -ولن تصلح إلا به- وحول مجرى التاريخ وأقام أمة كانت مضرب الأمثال في الإيمان والإخاء والعدل والوفاء وفي كل شيء.
هو الكتاب الذي لا تفنى ذخائره، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يزداد على التكرار إلا حلاوة وطلاوة.
إن كتابًا هذا بعض شأنه لجدير أن يضعه الإنسان بين عينيه، ويجعله أنيسه
في خلوته، ورفيقه في سفره، وصديقه الصدوق في يسره وعسره، ومستشاره الأمين
في أمور دينه ودنياه، وحجته البالغة في حياته وأخراه.
فضل تلاوة القرآن الكريم
· قال الله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) (فاطر: 29-30).
· عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) (رواه مسلم).
· وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
· وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) (رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح).
· وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) (رواه البخاري ومسلم).