ize]تفاجأ الأساتذة المكلفون بتصحيح أجوبة البكالوريا، الخاصة بمادة الفلسفة على مستوى مركز التصحيح زدور ابراهيم بسيدي بلعباس، من محاولة مفتش المادة أمس الأول، عرض أجوبة المترشحين المتورطين في الغش الجماعي على بعض زملائهم لأجل تصحيحها، بعدما كان نظراؤهم بمركز التصحيح على مستوى بلدية القبة في العاصمة، قد رفضوا ذلك الأمر الذي قوبل بالرفض من طرف جميع الأساتذة الذين اتخذوا موقفا موحدا، يرفضون من خلاله أن يجز بهم كطرف في جريمة علمية لابد لمرتكبيها أن يأخذوا جزاءهم.
كشف أساتذة المادة من خلال العارضة التي حملت إمضاءاتهم وتلقت "الشروق" نسخة منها، أنهم تفاجؤوا بانتقاء مفتش المادة لأربعة أساتذة من أجل تكليفهم بتصحيح إجابات المترشحين المتورطين في عمليات الغش الجماعي، والذين يقارب عددهم 749 مترشح، والتي رفض نظراؤهم بمركز التصحيح ببلدية القبة في العاصمة تصحيحها، ما جعلهم يصدرون بيانا موحدا يؤكدون من خلاله رفضهم تصحيح أجوبة هؤلاء، لاسيما وأن مفتش المادة كان قد عرض عليهم إعداد تقرير حول اقتراف عملية الغش مع منح المترشح علامة الصفر.
وهو الاقتراح الذي كان يحاول من خلاله المفتش إقناع به الأساتذة من جهة، ومن جهة أخرى إجهاض الفضيحة باعتبار أن تصحيح ورقة المترشح المتورط في عملية الغش، تسقط عنه بصفة آلية تهمة الغش وتعفيه من العقوبات التي تفرضها مثل هذه التجاوزات، وهو ما رفض الأساتذة أن يكون على حسابهم ويورطهم كطرف في الفضيحة ولو بصفة غير مباشرة، في وقت طرحت فيه عملية إحضار إجابات المتورطين في عملية الغش إلى مركز التصحيح بسيدي بلعباس، العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الجهات المسؤولة على علم بتحويلها من العاصمة إلى بلعباس، ولماذا وقع الاختيار على هذه الولاية بالذات، كما يبقى أقوى تساؤل تطرحه الأوساط التربوية، هو كيف ستتعامل هذه الجهات مع أوراق هؤلاء ما دام أن كل مساعيها في إقناع الأستاذة المختصين في مادة الفلسفة لأجل تصحيحها باءت بالفشل، خاصة وأن الأساتذة أصبحوا يرون أن تصحيحها يعد بمثابة "خيانة للأمانة العلمية ".