رحيق الجنة Admin
عدد المساهمات : 625 نقاط : 11447 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 27/12/2010 العمر : 32 البلد : وادي سوف المهنة / المستوى الدراسي : طالبة جامعية تخصص بيولوجياا المزاج : جيد
| موضوع: لماذا أتى السمع مفردا والإبصار جمعاً في القرآن الكريم الخميس مارس 17, 2011 1:52 pm | |
| [size=21]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لِمَاذَا أَتَى السَّمْع مُفْرَداً وَالأَبْصَار جَمْعاً فِي القُرْآن ؟ السؤال: في الآية:{ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ....}، كلمة السمع مفردة مع أننا نسمع بأذنين اثنتين، كلمتا الأبصار ( وكذلك الأفئدة، في آيات أخرى ) جمع مع أننا نرى بعينين اثنتين ؟ الإجابة: بدءاً ؛ وفي سورة يونس (31): {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}... أما الجواب: فلأمرين اثنين: الأول: لأن السمع لا يمكن أن يدرك عدداً من المسموعات ـ إدراكاً معه فهم وضبط ـ في وقت واحد أبداً، فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين في وقت واحد ويفهمهم اجميعاً فهماً واضحاً كما هو معلوم ظاهر، ومن أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتين وليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً. أما البصر؛ فيمكن أن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين في الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء. أما الفؤاد ـ وهو العقل القلبي الذي له ارتباط بالعقل في الدماغ ـ؛ فكذلك أيضاً، بدليل أن الإنسان يؤدي عدداً من الأعمال في وقت واحد، فيتكلم ويتحرك وينظر ويسمع ونحو ذلك في وقت واحد دون تداخل، فسبحان من أتقن كل شيء خلقه تعالى. ولعل هذا كاف في إيضاح الفارق بينهما، ولمن أراد التوسع أذكر الأمر الثاني. الثاني ـ من جهة اللغة ـ: فلأن السمع مصدر، والمصدر لا يجمع، أما الأبصار والأفئدة فأسماء مجموعة، ولعل هذا التغاير بينهما من جهة اللغة في التعبير عن السمع بالمصدر وعن البصر والفؤاد بالاسم؛ إشارة إلى التغاير بينهما من جهة الخلق، فإن حاسة البصر والفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار في الأحوال الاعتيادية، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا ويترك التفكير في ذاك غالباً. أما السمع فهي حاسة لا إرادية، فالإنسان لا يستطيع أن يُصِّم سمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لا اختياراً، والله أعلم. للاستزادة: إعراب القرآن للدرويش (1/29)، وتفسير الرازي لسورة السجدة، وغيرها كثير.. منقول [/size] | |
|