الساعات الأخيرة للعقيد معمر القذافي في طرابلس!

طرابلس تحترق، يا أئمة المساجد
اخرجوا للساحات وقودوا الجماهير إلى الجنة.. كانت هذه الدعوة الأخيرة
للعقيد الليبي معمر القذافي قبل السقوط، أو قبل أن تدق ساعة الهروب، مثلما
علّق البعض ساخرا، في إشارة لخطاب معمر الأول حين قال.. دقت ساعة الانتصار
إلى الأمام..إلى الأمام!

• ساعات
  بعدها، تناقلت الفضائيات والمواقع الإخبارية معلومات متضاربة عن مصيره،
  وقال البعض معقبا، طرابلس استيقظت، والعقيد الحالم بالجنة، ذهب إلى جهنم
  غير مأسوف عليه، كما أن الثوار يبحثون عنه للانتقام زنقة زنقة، شبر شبر،
  دار دار.. لا أحد حتى الآن يستطيع رواية الساعات الأخيرة للعقيد الليبي
  معمر القذافي، بسبب غياب مصادر محايدة، ولأن جميع الرواة من الطرف الثاني
  الذي زحف على العاصمة الليبية فجرا في عملية تمت تسميتها فجر عروس البحر..
  لكن الأكيد أن العقيد الذي خاطب شعبه ثلاث مرات كاملة في أقل من 24 ساعة،
  كان مصدوما في الساعات الأخيرة بخبر اعتقال نجله ووريثه المزعوم سابقا سيف
  الإسلام، هذا الأخير الذي يقال بأن وشاية تواجده في فندق ريكسوس، وصلت
  سريعا إلى الثوار، فحاصروا الفندق، وأمسكوا من كان يزعم صباحا وقبل ساعات
  قليلة من بدء عملية تحرير طرابلس، أن هذه الأخيرة آمنة، وأن العقيد لن يسلم
  ليبيا مهما حصل.
  
• وفيما
  أشاع البعض أن سيف الإسلام تم القبض عليه بعد اشتباك مع مجموعة مسلحة، إلا
  أن خبر تسليم شقيقه من والده، محمد، للثوار وطلب الأمان من قيادات كبرى،
  أبرزها رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، سرعان ما طغى على خبر سيف
  الإسلام، قبل أن يعود مدعي المحكمة الجنائية الدولية، أوكامبو، ويذكر حكام
  طرابلس الجدد، على حقه في تسلم سيف الإسلام لمحاكمته دوليا.
  
• وفيما
  كانت الفضائيات العربية، على غرار الجزيرة والعربية وفرانس 24، تبث خطابا
  جديدا بعد منتصف الليل للعقيد الليبي المخلوع، تساءل أحد المذيعين في
  الجزيرة، وهو التونسي محمد كريشان، عن سر لحظات الصمت الطويلة في الخطاب،
  ولماذا يسكت العقيد كثيرا، مشيرا إلى حديثه عبر الهاتف من مكان مجهول،
  وتحطيمه الرقم القياسي لكل الزعماء العرب بتوجيهه خطابا ثالثا في أقل من 24
  ساعة..
  
• معمر
  القذافي حطم الرقم القياسي لكل الحكام العرب الذين سقطوا في ثورات شعبية،
  ليس لأنه صمد أكثر من مبارك وبن علي، ونافس علي عبد الله صالح والأسد على
  الاستمرار، ولكن لأنه خاطب الليبيين ثلاث مرات في أقل من 24 ساعة، ولم يغير
  لهجته، واصفا المعارضة بالجرذان، قبل أن يتبين للجميع، أن من بين أول
  الجرذان، من كانوا يجلسون بمحاذاته، يتشاورون معه حول مواجهة المعارضة،
  ويمنونه بالنصر الأكيد، وبالاحتفال في الساحة الخضراء، وربما لعب هؤلاء
  دورا رئيسيا في إنهاء مرحلة حكمه، في ظلّ توارد أنباء عن تسليم قائد كتيبة
  الدفاع عن طرابلس لمفاتيحها دون مواجهة، واستسلام الكتيبة المدافعة عن الأخ
  القائد.
  
• القذافي
  لم يجد في ساعاته الأخيرة سمراوات إفريقيا للدفاع عنه، ولا شعوبه التي كان
  يلقب نفسه بملك ملوكها، كما تبين أنه لا يملك من السلطة، إلا على حفنة من
  المرتزقة، أغواهم المال وليس واجب الدفاع عن العقيد، وتسابقوا جميعا إلى
  ممارسة القتل تحت الطلب، بل قاموا بجرائم فضيعة جدا حين سلمتهم كتائب
  القذافي شريفات ليبيا من أجل اغتصابهن ضمن خطة الصدمة والترويع للحفاظ على
  السلطة.
  
• اختفى
  العقيد، وتسابقت منتديات الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للتخمين حول
  شكل نهايته، لا بل إن من الناشطين على الفايس بوك من نشر صورا له تتعلق
  بمقتله، لكن الأكيد أن معمر القذافي وحتى ساعاته الأخيرة لم يتوقع أن ينسحب
  من المشهد الليبي هكذا، دون معارك، ولا قتال، ولا ثورة.