منتديات ثانوية حساني عبد الكريم
المنتدى نور بوجودكـ تحياتي لكـ من فراشة المنتدى و زعيم الباك و رحيق الجنة
لكي تتمتع بكل خدمات المنتدى سجل معنا و كن فردا منا و في اسرتناا
ننتظرك..........لتنير منتدانا بنوركـ
منتديات ثانوية حساني عبد الكريم
المنتدى نور بوجودكـ تحياتي لكـ من فراشة المنتدى و زعيم الباك و رحيق الجنة
لكي تتمتع بكل خدمات المنتدى سجل معنا و كن فردا منا و في اسرتناا
ننتظرك..........لتنير منتدانا بنوركـ
منتديات ثانوية حساني عبد الكريم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ثانوية حساني عبد الكريم


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولدخول الاعضاء

 

 دروس ومقالات فلسفية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زعيم الباك
Admin
Admin
زعيم الباك


ذكر
عدد المساهمات : 1399
نقاط : 13849
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/10/2010
العمر : 32
البلد : وادي سوف - حساني عبد الكريم
المهنة / المستوى الدراسي : آه يا الباك
المزاج : !!!

دروس ومقالات فلسفية Empty
مُساهمةموضوع: دروس ومقالات فلسفية   دروس ومقالات فلسفية I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 11:03 am


دروس ومقالات فلسفية 47.دروس
ومقالات فلسفية متناثرة....خاصة بالعلوم التجريبية فقط...جمعتهاو نقلتها
من منتديات متعددة لابنائي الطلبة..لعلها تكون المرجع لهم في هده
المادة....وهي متجددة ..بحاجة الى مشاركتكم و مقترحاتكم....والله من وراء
القصد.
ترشة عمار .ثانوية حساني عبد الكريم. الوادي



دروس ومقالات فلسفية 025

اولا......تحميل دروس الفلسفة 3 ع ت [size=16][size=21]دروس ومقالات فلسفية Butterfly2[/size]


دروس ومقالات فلسفية 15412681bl5

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]





دروس ومقالات فلسفية 025



الموضوع :قيل إن العلوم الإنسانية هي ما يقع في الوجود الفعلي و هي مما
يدركه الباحثون بالمشاهدة كإدراكهم لمادة العلوم التجريبية كلها .دافع عن
هذه الأطروحة

.
طر ح المشكلة:لقد شكل الإنسان موضوع بحث و دراسة فهو جانب مادي وآخر روحي
معنوي أدى إلى ظهور علوم إنسانية تبحث في إنسانيته بأبعادها الثلاثة
النفسي و الاجتماعي و التاريخي,لكن تميز الظاهرة الإنسانية بخصائص كالتغير
و عدم التكرار شكلت عائقا أمام دراستها تجريبيا,غير ان هذا لاقى معارضة
بحيث يمكن دراستها بشكل علمي وهي أطروحة صحيحة.فما المبررات التي تثبت
صحتها؟بصيغة أخرى إذا كانت الظواهر الانسانية تخضع للتجريب ما الدليل على
ذلك؟
محاولة حل المشكلة: عرض منطق الاطروحة: ان الواقع البشري له أبعاد ثلاثة
بعد اجتماعي يدرسه علم الاجتماع,وبعد نفسي يهتم به علم النفس, وبعد تاريخي
يؤرخ له علم التاريخ, وقد تم دراسة هذه الأبعاد بشكل موضوعي وذلك بتطبيق
المنهج التجريبي حسب طبيعة الظاهرة فكان المنهج التاريخي مع ابن خلدون
قائما على ضرورة المصادر وتحليلها ونقدها لتركيب الحادثة بشكل حقيقي,أما
المنهج في علم الاجتماع فقد تم تطبيق التجربة الغير مباشرة على حوادث
المجتمع أي اعتماد الملاحظة و التحليل لمعرفة أسبابها و إمكانية التنبؤ
بها وهذا مااثبتته العلوم الاجتماعية الحديثة كالإحصاء و الانتروبولوجيا
يقول كونت...إنني اعني بالفيزياء الاجتماعية العلم الذي تكون دراسة
الظواهر الاجتماعية فيه موضوعية على ان ينظر إلى هذه الظواهر بنفس الروح
التي ينظر بها إلى الظواهر الفلكية) أما عن منهج علم النفس فقد استطاع
السيكولوجيون فهم الحياة الداخلية باعتماد المنهج الذاتي الاستبطاني أو
المنهج السلوكي الموضوعي القائم على تفسير سلوك الفرد
عرض خصوم الاطروحة:إلا أن هناك من عارض ذلك واعتبر انه لا يمكن دراسة
الظاهرة الإنسانية دراسة علمية انطلاقا من وجود مجموعة من العقبات كغياب
الموضوعية وغياب الملاحظة و التجربة وغياب الحتمية و التنبؤ,(نقدهم)ولكن
لا يمكن الجزم بذلك لان علماء دراسة الظواهر الإنسانية تجاوزوا هذه
العقبات و البحوث التي قاموا بها في الميادين الثلاثة تثبت ذلك.
الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية:إن طبيعة و مسائل العلوم الإنسانية مكنت
الباحثين من تنويع أساليب البحث و أبدعوا مناهج تتشابه مع بعض المناهج في
العلوم التجريبية والتزموا من ناحية أخرى ببعض أساليب البحث التي تتلاءم
وتنسجم مع طبيعة موضوعاته وهذا مكننا من فهم الإنسان و واقعه وأبعاده
المختلفة
حل المشكلة:إن الأطروحة القائلة بدراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية
كدراستهم لمادة العلوم التجريبية أطروحة صحيحة في سياقها لذلك يمكننا
الدفاع عنها و تبنيها


[b]دروس ومقالات فلسفية Z112



طريقة الاستقصاء بالوضع

الاستقصاء هو التحري والوصف والبحث عن حقيقة ما ،
نعتمد هذه الطريقة عندما يطلب منا الدفاع عن رأي ما، كأن يكون رأي فيلسوف ،
أو خلاصة نظرية فلسفية …وذلك بإتباع الخطوات التالية:


أـ البداية:تمــــهيد ومدخـــل عام للموضوع ننتقل فيه من العام إلى الخاص.

ب ـ المسار:إبراز التناقض الذي أدى إلى طرح المشكل ونعرض فيه ــ الأطروحة الشائعة أولا ثم:
ــ الأطروحة الصائبة ثانيا .
ج ـ صياغة المشكل:التساؤل عن كيفية الإثبات في سؤال دقيق وبلغة سليمة خالية من الأخطاء
ينتهي بعلامة الاستفهام


أـ عرض المنطق العام للفكرة أو القضية أو الأطروحة: وتحليلها تحليلا كاملا وشاملا،

تبرز فيه قدرتك على التحليل.
ب ـ تدعيم ألأطروحة: بالحجج والبراهين و المنطلقات الفكرية، والنظريات الفلسفية و التجارب العلمية،
بمختلف أنواعها. مع توظيف الأقوال المأثورة والأمثلة الواقعية.
ج ـ عرض موقف الخصوم ونقده: ويكون بتوضيحه بغرض إبراز هفواته ونقاط ضعفه من أجل إبطاله،
ويكون النقد للشكل والمضمون، مع توظيف النظريات و الأمثلة المناسبة وأقوال الفلاسفة التي تخدم الموضوع،
ثم نصل إلى استنتاج لمحاولة حل المشكل.


تأكيد قابلية الموقف للدفاع عنه والأخذ به، مع مراعاة الانسجام بين المقدمات السابقة والخاتمة

من الناحية المنطقية، والتأكيد على صدق الأطروحة وضرورة الأخذ بهاو واعتبار من عارضها رأي باطل .

[b][b]دروس ومقالات فلسفية Z112[/b]
[/b]
طريقة الاستقصاء بالرفع


نعتمد هذه الطريقة، عندما يطلب منا تفنيد ودحض رأي ما، كأن يكون رأي فيلسوف ،أو خلاصة نظرية فلسفية …وذلك بإتباع الخطوات التالية:



أـ البداية:تمــــهيد ومدخـــل عام للموضوع،ويكون بالانتقال من العام إلى الخاص.

ب ـ المسار:إبراز التناقض الذي أدى إلى طرح المشكل ويكون ــ بعرض الفكرة التي تبدو صائبة أولا ثم: ــ بعرض الفكرة الشائعة.
ج ـ صياغة المشكل: التساؤل عن كيفية الإبطال في سؤال دقيق و بلغة سليمة خالية من الأخطاء.


أـ عرض المنطق العام للفكرة أو القضية أو الأطروحة: وتحليلها تحليلا كاملا وشاملا، تبرز فيه قدرتك على التحليل .

ب ـ إبطال منطق الأطروحة: بالحجج والبراهين و المنطلقات الفكرية التي هي
ضد المناصرين، بمختلف أنواعها، ونقد منطقهم من حيث الشكل و المضمون، مع
توظيف النظريات والتجارب والأمثلة الواقعية والأقوال.
ج ـ نقد منطق المناصرين للأطروحة: و توضيحه بالحجج الشخصية شكلا ومضمونا
مع الاستئناس بالمذاهب الفلسفية المؤسسة، مع توظيف الأمثلة المناسبة
وأقوال الفلاسفة والتجارب العلمية التي تخدم الموضوع، ثم نصل إلى استنتاج
لمحاولة حل المشكل.
.

التأكيد على عدم قابلية الموقف للدفاع عنه والأخذ به، والتأكيد على
مشروعية الإبطال. مع مراعاة الانسجام بين المقدمات السابقة والخاتمة من
الناحية المنطقية التي تخلو من التناقض المنطقي.



دروس ومقالات فلسفية Z112



المشكلة : أثبت صحة الأطروحة يمكن التمييز بين البديهيات و المصادرات

الطريقة : استقصاء بالوضع
المقدمة :
الرياضيات من العلوم التجريدية تختص بدراسة المقادير و الكميات و تعتمد
على الاستنتاج كمنهج ومن مبادئها البديهيات و المصادرات فقد شاع عند عامة
الناس بأنه يمكن لا يمكن التمييز بين البديهيات و المصادرات وهناك من يرى
بأنه يمكن التمييز بين البديهيات و المصادرات فكيف يمكن الدفاع عن هذه
الأطروحة ؟
عرض منطق الأطروحة :
حسب منطق الأطروحة الوارد في نص السؤال فانه يمكن التمييز بين البديهيات و
المسلمات في كل نسق رياضي وهذا ما ذهبت اليه الرياضيات الاقليدية أو
الكلاسيكية فهذه الرياضيات تحتوي على مجموعة من المبادىء و القواعد تتمثل
في تلك التي وضعها اقليدس كان يعتقد بأنها ثابتة و صحيحة و موضوعية و
تتمثل في البديهيات فالبداهة عند ديكارت هي الوضوح وهي قضية أولية يصدق
بها العقل دون برهان فهي عامة بمعنى تشمل كل العلوم وتستخدم في كل برهان
وهي أبسط الأشياء و أشدها وضوحا ومن الأمثلة عليها .الكل أكبر من الجزء .
أما المسلمات فهي قضايا يضعها الرياضي و يسلم بصدقها وهي أقل وضوحا من
البديهية وهي من وضع العقل و صنعه ومن المصادرات التي وضعها اقليدس السطح
مستوي من نقطة خارج مستقيم لا يمكن رسم الا موازي واحد أما التعريفات فهي
قضيا يضعها الرياضي لتحديد المعاني الرياضية و تو ضيحها و تبسيطها .
خصوم الأطروحة :
ان الذين تبنوا الرأي المخالف يؤكدون أنه لايمكن التمييز بين البديهيات و
المسلمات في كل نسق رياضي وهذا ماذهبت اليه الرياضيات المعاصرة
يستند التلميذ الى نظرية كل من لوباتشوفسكي و ريمان
نقد خصوم الأطروحة :
ان هذا الاختلاف الجوهري أدى الى التشكيك في مصداقية الرياضيات
خاتمة : وهكذا يتضح بأن هذه الأطروحة صحيحة يمكن تبنيها



دروس ومقالات فلسفية Z112

: ما الفرق بين البديهية و المسلمة ؟

طريقة المقارنة:
المقدمة: تدرس الرياضيات الكميات العقلية المجردة و لذلك كان استدلالها
استدلالا عقليا مجردا يستند الى جملة من المبادىء العقلية من بينها
البديهيات و المسلمات . فاذا كانت كل من البديهية و المسلمة مبادىء عقلية
نستند اليها في عملية البرهان، فهل هذا يعني أنهما شيء واحد ؟ أم أنهما
متغايران تماما؟
التحليل:
أوجه التشابه:
- البديهيات والمسلمات قضايا يسلم بها العقل مباشرة وبدون برهان لشدة وضوحها.
- انها قضايا أولية نستند إليها للبرهنة على قضايا أخرى،فهي أساس الاستدلال ولا تحتاج إلى استدلال.
- تقوم البديهية والمصادرة على مبدأ عدم التناقض.
أوجه الاختلاف:
- البديهية من بناء العقل ونسيجه أما المسلمة فهي من وضع العقل الذي ابتدعها بغية استعمالها وادخالها في سلسلة من المحاكمات.
- البديهية قضية واضحة بذاتها أما المسلمة فبالرغم من أننا نسلم بها
مباشرة الا أن وضوحها يتوقف على ما يؤسس عليها من بناء رياضي منسجم.
- البديهية عامة أما المسلمة خاصة : فلكل علم مسلماته بل قد تتعدد المسلمات في علم واحد كما هو الحال في مجال الهندسة .
- البديهية حكم تحليلي محمولها يدخل في تركيب الموضوع أما المسلمة فهي حكم تركيبي لأن محمولها لا يدخل في تركيب الموضوع بل يضيف له.
مواطن التداخل: البديهيات مبادىء عقلية أولية و بالتالي فهي سابقة على
المسلمة التي لا ينبغي أن تتنافى معها. لكن البديهية ليست كافية لتأسيس
علم ما ولذلك فان المسلمة مكملة لها باعتبارها قضايا أولية في العلم.
النتيجة:
ان شدة التداخل و التطابق الوظيفي بين البديهية و المصادرة جعل كثيرا من العلماء لا يميزون بينهما في العصر الحديث.



دروس ومقالات فلسفية Z112




الغائية و الحتمية فى العلم الحديث-للاطلاع

منقول محمد السماحى...بتصرف

يناقش هذا المقال قضية الغائية متتبعا بصماتها على الفكر الانسانى عبر
العصور المختلفة، وهو يهاجم الغائية بمنطق مقنع، ويفسر اضطرار العلوم
البيولوجية الى الأخذ بمنطقها أحيانا، وهذا المقال هو موجز لوجهة نظر
الكتاب كما عرضها فى ندوة الجمعية لشهر سبتمبر، ونحن ننتظر وجهات النظر
الأخرى التى عرضت فى الندوة لننشرها فى الأعداد القادمة ليتم الحوار
كالعادة تحقيقا لأمل لا يهدأ.

رغم قلة الأفكار الغائية فى علوم المادة الفزيائية والكيميائية وما يرتبط
بهما، فان العلم البيولوجى لا يزال متأثرا جداً بالتفسيرات الغائية
teleological explanation ، حتى أنه قد أصبح المعقل الثانى للغائية بعد
الميتافيزيقا القديمة.


وكما هو واضح من التسمية فان اصطلاح غائى يصف فكرة اتجاه الأحداث الطبيعية
نحو تحقيق اهداف نهائية لها، أى تحقيق نتائج معينة لها طبيعة هادفة.


وهناك اتفاق بين معظم الفلاسفة على أن منشأ الغائية هو لجوء الانسان الى
تطبيق السلوك البشرى الهادف على الكون كله، بل أن بيرت Burtt (هو من نقاد
العلم ومن فلاسفة العلم المعاصرين) يسمى هذه العملية "سوء تطبيق"
misapplication وليس تطبيقا، وهذا الاتجاه يسمى عموما "بالتشبيه بالانسان"
anthropomorphism (لأن فيه استعارة لسلوكه الهادف، والذى يتفق كثيرون على
اعتباره كذلك وعلى تسميته Goal seeking) قد طبع بطبيعته على الفكر
الانسانى منذ زمن سحيق ولم يكتف بالتأثير على الأسطورة واللاهوت
والميتافزيقا، بل تعدى ذلك الى العلم. ويذهب كونور Connor (وهو من فلاسفة
اللغة المعاصرين) الى أن الانسان قد استعار الاتجاه الهادف فى التفكير وفى
صياغة كل اللغات المعروفة، ليس فقط من حياته هو ذات الجوهر الهادف، بل
أيضا من السلوك الحيوانى عموما أذ أن كل الكائنات الحية لها سلوك هادف.


أمثلة للتفكير الغائى قبل العلم:

فى الكوزمولوجى الأسطورى ازدهرت الأفكار الغائية التى ترجع سبب الخلق الى
رغبات للآلهة فى أثبات وجودها واظهار قدراتها الخلاقة، وفى الكوزمولوجى
الدينى صورت مكونات العالم وكأنها تسعى الى تنفيذ خطط الاله التى رسمها
العالم والى عرض قدرته التنظيمية من أجل هداية المتأملين، أما فى الأساس
الميتافيزيقى الذى يحمل البناء العلمى الحديث الكلاسيكى لعلم ما بعد عصر
النهضة والى عصر التنوير، فقد كانت الروح الغائية واضحة( وأن كانت أقل
وضوحا من ميتافيزيقا العصور الوسطى وميتافيزيقا التراث اليونانى خاصة
المتأثر بأرسطو). تجلت عند نيوين ومعاصريه فى سعى الكون الى تحقيق بقائه
عليها قوى متساوية فى المقدار متضادة فى الاتجاه لما أستقر الكون ولما وصل
الى مرحلة الحالة الثابتةsteady state، حيث يكون الداخل(مواد وطاقات
متكونة) مساويا للمفقود( طاقات مبذولة ومواد مستهلكة فى التفاعلات) وحيث
تتحقق قوانين حفظ المادة والطاقة(المادة لا تخلق من لا شئ ولا تفنى وكذلك
الطاقة). ومع تحقق الحالة الثابتة تنعدم المفآجات( انفجار أو تفتت نجم أو
انخلاق مجرة) ويبقى فقط التشكل البطئ التدريجى الذى لا يتعارض مع استقرار
الكون ويساعد على تحقيق هدفه الأساسى وهو الاتزان الفزيائى الذى يؤدى الى
البقاء.


وفى القرن التاسع عشر ازدهرت فكرة التطور، أى اتجاه العالم نحو هدف هو
التعقيد والارتقاء والتنوع والتكامل ومجموعة من الأوصاف يمكن قبولها كلها
تحت كلمة واسعة المعنى هى التطور وهذا الفعل الغائى (التطور) قد أدخل عليه
برجسون فى القرن الحالى فكرة" موضوعية" واستقلال الزمان" الذى يصبح قوة
فعالة فى تحقيق التطور، وهى فكرة أكثر غموضا من التطور نفسه.


الغائية والعلوم الفزيائية:


من الواضح أن علماء الفزيائية والعلوم المرتبطة بها لا يميلون الى استعمال
التفسيرات الغائية نظرا لأن الفكرة السائدة عن المادة هى أنها غير واعية،
وبالتالى لا يمكن أن تكون هادفة، اذا اتفقنا على أن السلوك الهادف هو صفة
للوعى، فالمادة ذات سلوك حتمى لا يحيد عن الخط الحتمى المعروف الا تحت
تأثير سبب خارجى، على عكس السلوك الهادف للكائنات الحية.


ولهذا السبب فالقوانين الفزيائية لا تصاغ صياغة غائية فلا يقال أن الحامض
يتحد بمركب قلوى من أجل تكوين ملح، وأنما يقال أنه فى حالة تفاعل حامض مع
قلوى ينتج ملح.


ولذلك أيضا صاغ بويل الفزيائية للغازات صياغة حتمية تقول" أنه عند ثبوت
درجة الحرارة يزداد الضغط بصغر الحجم بحيث يكون حاصل ضربهما ثابت". ولم
يكن ممكنا أن يصوغ بويل قانونه غائبا فيقول" يحاول الغاز زيادة ضغطه اذا
قل حجمه والعكس من أجل ابقاء حاصل ضربهما ثابتا عند ثبوت درجة الحرارة.


المظهر الغائى للظاهرة البيولوجية:

يصعب انكار المظهر الغائى لبعض الظواهر البيولوجية الرئيسية، فنمو أشواك
للقنفذ يبدو هادفا الى حمايته من اقتراب الحيوانات الأكبر منه، وتلون
الحرباء بلون الوسط الأخضر يبدو هادفا الى أخفائها عن أعدائها، كذلك فان
بعض الأعضاء تؤدى أعمالا فسيولوجية تبدو وكأنها " وظيفة للعضو".


فهل هذا مجرد مظهر سطحى للظواهر البيولوجية؟ أم أن هذه الظواهر تبدى
أفعالا غائية فى الواقع ؟ أن مجرد ميلنا نحو أعتبار هذه الظواهر حقيقية
يأخذنا الى فرض غير مقبول عقليا، مؤداه أن التفاعلات الكيميائية العضوية
التى يترتب عليها المظهر الغائى هى نفسها تفاعلات غائية، وهذا ما يرفضه
أرنست ناجل فيلسوف العلم المعاصر ويرفضه معظم المفكرين العلميين المحدثين،
أنه شئ حقيقى أن حركة يد الحيوان فى اتجاه الغذاء تبدو هادفة الى الحصول
على الغذاء من أجل توفير الطاقة الكيميائية الضرورية للحياة، ولكن
التفاعلات التى أنتهت الى تخليق السعرات اللازمة لهذه الحركة هى تفاعلات
عمياء( بتعبير أدبى) غير هادفة، وأما مشكلة التناقض بين مظهر الظواهر
الحية الغائى وجوهرها غير الغائى فهى تنتهى تماما بتجنب صياغة الظواهر
البيولوجية صياغة غائبة والاكتفاء بوضعها فى صيغة حتمية مثل القوانين
الفزيائية ، وسنورد أمثلة لذلك لتوضيح أن التعبير عن الظواهر البيولوجية
دون وصف غائى هو شئ ممكن دائما.


التعبير غير الغائى عن الظواهر البيولوجية ممكن:

أوضح عدد من فلاسفة العلم امكانية تحويل الصياغة الغائية فى علوم الحياة
الى صياغة حتمية، وأحيانا فى شكل قوانين طبيعية سببية، وذلك دون تغيير
المعنى أو المضمون. ولقد أورد ارنست ناجل ضمن أمثلته المثالين التاليين


أولا:


(أ) وصف غائى: وظيفة الكلوروفيل فى النبات تصنيع النشا.


(ب) وصف حتمى: تصنع النباتات النشا فى وجود الكلوروفيل فقط.


ثانيا:


(أ) وصف غائى: وظيفة خلايا الدم البيضاء حماية الجسم من العدوى.


(ب) وصف حتمى: وجود خلايا الدم البيضاء فى تركيز معين يقلل من فرصة غزو البكتريا للأنسجة وبدء العدوى.


وقابيلة الصياغة الغائية فى البيولوجيا للتحول إلى صياغة حتمية موجودة فى
الأفكار البيولوجية بلااستثناء(اذ أن كلا من الغاية والحتمية مجرد علاقة
شرطية بين فكرتين قد ترمز لهما بالرمزين س، ص فيكون شكل الحتمية هوس تؤدى
الى ص) وشكل الغائية هو:


(ص تنتج من س من أجل تحقيق الحالة ص) وهكذا تتضح وحدة المضمون فى الحالتين
الحتمية والغائية).فلو درست قانون ستارلنج الفسيولوجى لوجدت له صياغة تقول:


(كلما ازدادت كمية الراجع الدموى الوريدى(venous return) تمددت عضلة القلب
لتدفع كمية أكبر من الخارج الدموى الشريانى(cardiac output)


ولكن نفس القانون يمكن التعبير عنه حتميا كالآتى دون تغير مضمونهيؤدى
ازياد كمية الراجع الدموى الوريدى الى تمدد عضلة القلب وبالتالى الى
ازدياد كمية الخارج الدموى الشريانى).


ولقد اعتبر كثير من فلاسفة العلم أن شيوع التفسيرات الغائية فى البيولوجيا
لم يكن الا لتسهيل الشرح والتصور واسراع الفهم بتقريب الظاهرة الى شكل
الأفعال اليومية، فقطعا تبدو الصياغة(أ) فى المثالين التالين أقرب الى
الفهم من(ب):



1ـالشعيرات الدموية الكلوية لا تسمح بمرور البروتينات من
الدم الى البول لتحافظ عليها من الفقدان.(صياغة غائية لذلك فهى أقرب الى
التصور والفهم).
(ب) نظرا لعدم قابلية البروتينات للرشح خلال الشعيرات الدموية لكبر حجمها الجزئيى فأنها لا تمر مع البول بل تبقى فى الجسم.

(صياغة حتمية لذلك تبدو أكثر تجريدا وربما اصعب فهما).



2 ـ وظيفة الجلد هى حماية الأنسجة الداخلية من عوامل الوسط الخارجى.
(ب) وجود الجلد بين الوسط الخارجى والأنسجة الداخلية يتسبب فى عزل عوامل الوسط الخارجى عن الأنسجة.

(صياغة حتمية أكثر تجريدا)


ولكن تسهيل الفهم ليس هو السبب الوحيد لكثرة التفسيرات الغائية اذ أن
العادة العقلية عند علماء البيولوجيا لها دور وكذلك اضطرار العلماء الى
اللجوء للتشبيهanalogy (كتشبيه وظائف أعضاء الجسم بالمجتمع المتكامل الذى
تخصص كل فرد من أفراده فى عمل نافع للمجموعة) كان له دور هام.


فما هى الغائية بعد التحليل السابق لصياغة تصوراتنا عن الظواهر صياغات لغوية؟


هى أولا اسلوب ايحاء لغوى من ناحية الشكل تصاغ فيه تصوراتنا عن الظاهرة.


فعندما تكون لدينا ظاهرة كظاهرة توالد الكائنات الحية، ففى امكاننا وصفها باللغة العادية اليومية هكذا:


(تصنع الحيوانات من نفسها نسخا شبيهة بها بالتناسل فيتم حفظ النوع).


وفى امكاننا صياغتها حتمياً هكذا:


(لا يحفظ نوع حيوانى الا بالتوالد).


كما أنه فى امكاننا وصفها غائبا هكذا: (تتوالد الحيوانات من اجل حفظ النوع).


ويمكن بسهولة ملاحظة أن المضمون لم يتغير فى أى من هذه الصيغ الثلاث التى
يمكن اعتبارها كلها بمثابة حالة شرطية بين س(التوالد) وص(حفظ النوع) فتكون
ص مشروطة بحدوث س أى أن حفظ النوع يستلزم حدوث التوالد.


ولم يكن هناك أى فارق حقيقى فى المعنى بين الصيغ الثلاث، ولكن احداها وهى
الصيغة الثالثة قد تمت باستعمال لغة موحية بوجود الهدف(لاحظ كلمة من أجل).


والغائية ثانيا ليست صفة واقعية فى الظاهرة وانما فكرة سبقية"a priori"
وتعسفية"arbitrary" تستعمل كوسيلة للبحث وتوجيه التفسير ولتسهيل الفهم.


فأما كونها سبقية فلأن الغائية غير مستنبطة من مقدمات سابقة عليها ولا بد
من ملحوظات تجريبية لا تقبل التفسيرات الأخرى غير الغائية بل هى مجرد مبدأ
نظرى فى الذهن لا يمكن البرهنة عليه ولا التيقن من صحته تماما مثل
فكرة(القدر) أو(السببية) أو(حرية الارادة وتخيير الانسان). وكونها تعسفية
واضح من أنها موضوعة باختيار الذهن، كما وضعت الاتجاهات الأربعة(الشمال
والجنوب والشرق والغرب) واتجاهى الكهرباء(سالب وموجب) أو مقاييس المسافات
(كأن تقسم الى أمتار مثلا أو ياردات وأميال)،ومما يميز الأفكار التعسفية
كالغائية امكان استبدالها بأفكار أخرى بديلة دون أن يؤدى ذلك الى توقف
التفكير، فكما وضحنا فى البداية يمكن استبدال الصياغة الغائية دائما
بصياغة حتمية أو سببية، كما يمكن الاستغناء التام عن التفسيرات الغائية فى
أكبر معقل للغائية بين العلوم وهو العلم البيولوجى.


هل الغائية مبدأ ضرورى فى العلم؟


ليس لمجرد المسايرة للاتجاه الذى يسير فيه معظم فلاسفة العلم يذهب هذا
المقال الى الدعوة لتنقية البيولوجيا من الغائية، بل أن المقال يستند الى
امكانية الاستغناء عن التفسيرات الغائية، ولو من باب الاقتصاد، طالما أن
التفسيرات المحايدة والحتمية قادرة على وصف الظواهر البيولوجية. ومن وجهة
نظر أخرى فان الغائية تبدو بالفعل كمبدأ متحيز(prejudiced) يفترض دون وجه
حق وبشكل مسبق وجود السلوك الهادف فى الظواهر المعروضة للدراسة.


أما استعمال الغائية لتسهيل الفهم فهو استمرار للعادة الذهنية التى تشبه العالم بالانسان ولا حاجة بنا لذلك.



دروس ومقالات فلسفية Z112

مقالة فلسفية -هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة ويقينية ؟bac2009


طرح المشكلة
هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و
دقيقة في استخلاص نتائجها ؟ و هل يمكن أن يتحقق ذلك في العلوم البيولوجية
؟

المنهج التجريبــــي Méthode Expérimentale هو الطريقة التي يتبعها
العلماء في تحليل و تفسير الظواهر الطبيعيــــــــة 1 - الملاحظة
Observation/ تركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها
بهدف تفسيرها (ملاحظة ظاهرة السقوط) 2 - الفرضية Hypothese/ تفسير عقلي
مؤقت للظاهرة ، يحدد الاسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة ،
فالفرض هو بمثابة مشروع قانون يحتمل الخطأ و الصواب 3-- التجربة
Experience/ هي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ، و
الغرض منها هو التحخقق من صحة الفرضيات ، و اكتشاف الاسباب الحقيقية وراء
الظاهرة و من ثمة يتم صياغة القانون و م المقصود بالقانون العلمي العلاقة
الموضوعية الثابثة بين الظواهر، و التي من خلالها يمكن تفسير ما يحدث
امامنا من ظواهر ، و التنبؤ بها مثال ث= ك*ج

هل نتائج العلوم التجريبية دقيقة و يقينيـــــــة ؟
ا- العقليين و انصار الحتمية / نتائج العلم دقيقة و يقينية ، والاستقراء
Induction مشروع يقول كــــاــــــــنط Kant ( الاستقراء يقوم على مبدأ
السببية العام) ، لكل ظاهرة سبب ادى حدوثها ، و انطلاقا من معرفتنا
للأسبـــــاب ( الاحكام الجزئية) يمكننا استخلاص القواعد العامة (الاحكام
الكلية) دون الرجوع الى التجربة
مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يفينيـــــة
/ لابلاص . نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، لأن الظواهر الطبيعية تخضع
لقوانين صارمة ( مبدأ الحتمية Déterminisme نفس الاسباب تؤدي حتما الى نفس
النتائج مهما تغير الزمان و المكان)
و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف ، و
الاحوال الجوية ، أمثلة – الماء يغلي بالضرورة في 100°. و يتجمدب الضرورة
في 0° و لا شك في ذلك
- لا وجود للصدفة ( ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا)
- لابلاص ( يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة اللاحقة)
النقد/ الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل
الخطأ و الصواب ، و لا يمثل الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر
على مجال الاستقراء .

ب- اللاادرية و أنصار اللاحتمية/ دافيد هيوم D.Hume ، الاستقراء غير مشروع
، أي لا يجوز بناء قواعد عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد لا
يصدق على الكل ، ، الملاحظة تثبت ما هو كائن ، و ما هو كائن جزئي و متغير
و هذا ما ينفي وجود علاقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة لا تفسر
الحالة اللاحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع
البرق و الرعد , و كأن الاول سبب الثاني ، غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و
هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة اللاادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار
اللاحتمية مثل هايزنبرغ Heisenberg الحتمية ليست مبدأ مطلق ، لأن بعض
الظواهر الطبيعية لا تخضع لقوانين صارمة ، الامر الذي دفعهم الى التسليم
بمدأ جديد هو اللاحتمية Non Déterminisme ( نفس الأسباب لا تعطي نفس
النتائج) .ظواهر الميكروفيزياء ( العالم الاصغرMicrocosme) يقول هيزنبرغ(
ان الضبط الحتمي الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، لا يصح في مستوى
الفيزياء الذرية )

قانون السرعة سر= م/ ز لا يمكن تطبيقه لقياس دوران الالكترون حول النواة ،
لأن دورانه عشوائي ذو سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و لا يمكن التنبؤ
بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر على دقة التنبؤ
النقد/ ان هيوم بالغائه لمبدأ السببية العام و ، كل القوانيين العلمية
يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة
العشوائية في ظواهر الميكروفيزياء ، و اصبح الانسان قادرا على تفسيرها
بقوانين خاصة

خلاصة

لا يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام الاستقراء
ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن تطور مستمر لهذه العلوم ،
فكلما تطورت وسائل الملاحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و
يقينـــــــــــــــــــــا


دروس ومقالات فلسفية Z112



الفرق بين العلوم الانسانية والعلوم الطبيعية



- التفرد:
خاصية لا تواجه سوى المشتغلين في مجال البحث في العلوم الإنسانية ، تعنى
بوصفها إشكالية عدم تشابه وحدات موضوع البحث ، بدعوى أن الباحث في مجال
العلوم الطبيعية يتعامل مع مواد تتصف وحداتها بالتطابق والتكرار ،
وبالتالي فإنه يستطيع أن يسلم منذ البدء بأن ما تخلص إليه دراسته لوحدة
مفردة يمكن أن تعمم نتائجها لتشمل بقية المادة جميعاً ، بيد أن مثل هذا
التعميم يكون مستحيلاً في مجال العلوم الإنسانية ، فالسببية في مجال
العلوم الطبيعية مطلقة ، بينما تكون نسبية في العلوم الإنسانية.
التغير:
ويعنى أن السلوك الإنساني موضوع متغير في مساراته وتشعباته وأسبابه
ودوافعه ومتغيراته ، فهو يتغير بتغير الحضارات ، فعلى سبيل المثال لو أننا
أخذنا قطعة حديد من القرون الوسطى وقمنا بتسخينها فإنها سوف تكون خاضعة
لطبيعتها التي تتسم بالثبات أي أنها سوف تتمدد وهو نفس ما سيحدث لو أننا
أحضرنا قطعة حديد ليس لها نفس الدرجة من القدم، بينما نجد أن الأمر سيختلف
كثيراً بالنسبة للعلوم الإنسانية فلو أننا استطلعنا رأي المصريين على سبيل
المثال حول المعدل الإنجابي في القرن الماضي ستختلف الاستجابات عن نفس
الاستطلاع حول نفس الموضوع منذ منتصف هذا القرن والذي بدوره سيختلف لو
أننا استطلعناه الآن ، التغير سمة إنسانية ترتبط بطبيعة الإنسان

- التناول غير المباشر:

إذا قام أحد الباحثين في مجال العلوم الطبيعية بدراسة الجاذبية أو بدراسة
الطفو فإنه بذلك يتعامل بصورة مباشرة مادية ملموسة ومحسوسة أي أنه يتعامل
مع الظاهرة مباشرة والأمر يختلف بالنسبة للعلوم الإنسانية فالكراهية مثلاً
خاصية تميز السلوك الإنساني ولكنها ليس لها وجود مادي مباشر ولذلك لابد
عند دراستها من استنتاجها من خلال السلوك .
-التحيز:
ويعنى أن الباحث في مجال العلوم الإنسانية يعد جزءاً من موضوع البحث بحكم
كونه إنساناً ، ولما كان هدف أي بحث هو الوصول إلى قوانين عامة ، فإن هدف
الباحث في مجال السلوك الإنساني هو الوصول إلى قوانين عامة تفسر سلوكه هو
أيضاً ، ومن هنا فإن تحيزاته الذاتية ورغباته وأرائه الشخصية قد تتدخل
جميعاً في تفسيره للنتائج التي يصل إليها بل قد يمتد تدخلها لتؤثر في
اختياره للوقائع محل الدراسة وللمنهج الذي يختاره لتناولها.

- صعوبة التجريب:

وهي تدخل ضمن الاعتبارات الأخلاقية ، حيث أنه من الصعب بل أنه ليس متاح أن
نقوم بإجراء تجارب على الإنسان قد تعرضه لأخطار شديدة ، فعلى سبيل المثال
عند دراسة الآثار النفسية المترتبة على حدوث الكوارث الطبيعية أو الإدمان
أو الطلاق أو الوفاة فكلها أمور يصعب بل ويستحيل إحداثها لدراستها فضلاً
عن خطورة التجريب على الإنسان فيها.
- مبدأ الحتمية:
الحتمية في العلم تعنى وجود علاقة حتمية بين السبب والنتيجة ، فلو قلنا أن
المعادن تتمدد بالحرارة ، فإن الحتمية هنا تكون من مبادئ العلم الأساسية
وفي نطاق العلوم الإنسانية هل نستطيع أن نجد نفس المعنى للحتمية كما نجده
في العلوم الطبيعية؟ الإجابة يقيناً أن هناك حتمية تحكم كل ظواهر الكون
فمنظومة الكون الكبرى كلها تخضع لقوانين محتومة بأسباب فكل سلوك بالضرورة
له معنى ودلالة
وحتى من يزعم أن لكل قاعدة شواذ ، فمرجع هذا الزعم في جوهره هو العجز عن إدراك جميع العوامل الحتمية في إحداث الظاهرة
- تعقد مادة الدراسة:
إن مادة الدراسة في العلوم الطبيعية أبسط من تلك التي تعالجها العلوم
الاجتماعية ، لأنها تتعامل مع مستوى واحد وهو المستوى الفيزيقي وهو مستوى
لا يتضمن سوى عدداً محدوداً من المتغيرات فضلاً عن أن هذا المستوى يمكن
قياسه والتعامل معه بكل دقة ، أما بالنسبة للعلوم الإنسانية فإنها تتعامل
مع حالات ومستويات أكثر تعقيداً
- صعوبة ملاحظة مادة الدراسة:
يواجه الباحث في العلوم الإنسانية صعوبة شديدة عند قيامه بملاحظة الظواهر
فلا يستطيع أن يرى أو يسمع أو يلمس أو يتذوق الظواهر التي حدثت في الماضي
، كما أنه لا يستطيع أن يكرر حدوثها لكي يلاحظها ملاحظة مباشرة ، كما لا
يستطيع الباحث أن يضع الشخصية في أنبوبة اختبار أو أن يتعامل معها بوصفها
فأر تجارب كما لا يستطيع أن يتعرف على الأحداث الدقيقة التي يمر بها كل
شخص ولا يستطيع كذلك أن يقتحم العالم الداخلي لأي إنسان لكي يلاحظ ملاحظة
مباشرة ما يدور في نفسه.
عدم تكرار مادة الدراسة:
الظواهر في العلوم الإنسانية هي ظواهر تتسم بأنها أقل قابلية للتكرار من
الظواهر الطبيعية ، فكثير من الظواهر في العلوم الطبيعية على درجة كبيرة
من الوحدة والتواتر لذلك يمكن ويسهل تجريدها وصياغتها في صورة تعميمات
وقوانين كمية دقيقة ، أما الظواهر في العلوم الإنسانية فإنها غالباً ما
تعالج أحداثاً تاريخية محددة وتتعرض لأشياء متفردة ولأحداث تجري ولكنها لا
تعود ثانية بنفس الشكل أبداً.
علاقة الباحث بمادة أو بموضوع الدراسة:
إن الظاهرة في مجال العلوم الطبيعية ، كالعناصر الكيميائية مثلاً ليس لها
مشاعر أو انفعالات ومن ثم لا يجد الباحث حاجة لأن يراعى دوافع المادة أو
مشاعرها، كما أن هذه المادة لا تتأثر برغبة الإنسان أو إرادته وإنما هي
مواد خاضعة لطبيعتها وهو الأمر الذي يجعل الباحث في مجال العلوم الطبيعية
حيادياً وموضوعياً.
أما في العلوم الإنسانية فإن الباحث يجد نفسه جزءاً لا يتجزأ من موضوع
الدراسة فالاشتراك في النوع والموضوع والتواصل والعلاقات والمشاعر
والانفعالات المتبادلة ، كل هذه الأمور تجعل من الباحث يقف وسط الظاهرة
وليس محيداً في موقف الملاحظ خارج الظاهرة فضلاً عن أن رغبة الباحث
وتفضيلاته وأغراضه وأهوائه وميوله وتوجهاته النظرية والقيمية تقف حجر عثرة
أمام حيدته وموضوعيته
أهداف العـلم هي:


1- الفهم والتفسير 2- التنبؤ 3- الضبط والتحكم

دروس ومقالات فلسفية Z112



الحتمية واللاحتمية و مبدا الغائية


المفهوم التقليدي لمعنى الحتمية:

إذا كانت فكرة السبب لها موضع مركزي في العلوم كونها هي المنتجة للقوانين
العلمية، فإن الاستقراء يبقى واحدًا من الأسس التي اعتمدتها قوانين العلم
بالانطلاق من مبدأين حسب ما يرى “غوبلو”:



[/b]
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chababbac.yoo7.com
زعيم الباك
Admin
Admin
زعيم الباك


ذكر
عدد المساهمات : 1399
نقاط : 13849
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/10/2010
العمر : 32
البلد : وادي سوف - حساني عبد الكريم
المهنة / المستوى الدراسي : آه يا الباك
المزاج : !!!

دروس ومقالات فلسفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس ومقالات فلسفية   دروس ومقالات فلسفية I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 11:05 am

[b]- مبدأ النظام في الطبيعة، أي الثبات وعدم الاستثناء. -
مبدأ الشمول الذي يعني أن كل الظواهر تنتظم حسب قوانين عامة.
وعن هذين المبدأين ينتج ما نسميه بالمذهب الحتمي. فالحتمية إذًا هي المبدأ
الذي يرتكز عليه العقل العلمي. ولقد بيّن “كلود برنارد” ذلك في قوله: إن
الحتمية هي مطلقة وكاملة فهي تنطبق على الأجسام الحية كما تنطبق على
الأجسام الجامدة. وهذا المبدأ الحتمي هو ضروري جدًا للعلم، ولا يمكن
للعالم أن يشك فيه. هذا يعني أن العلم التجريبي يجب أن يطرد كل معطى يناقض
هذا المبدأ. وهذا ما اقتنع به “غوبلو” حين قال: الطبيعة لا تخضع لا للصدف
ولا للأمزجة ولا للعجائب، كما أنها لا تتصرف بحرية كاملة.

فالعلم هو حتمي وإما أن يكون كذلك أو لا يكون حسب ما يعتقد “بوان كاريه”.
يقول “دوبروغلي” عن الحتمية الفيزيائية: بالنسبة لعالم الفيزياء نتحدث عن
الحتمية في المعرفة الفيزيائية حين تكون الأحداث التي نلاحظها في الحاضر
أو في المستقبل مربوطة بمعارفنا عن قوانين الطبيعة، مما يسمح لنا بأن نعرف
مسبقًا وبصورة دقيقة ومنضبطة أن هذه الظاهرة أو تلك ستحدث في هذا الوقت أو
في أوقات لاحقة متعينة.



ظلّ مبدأ الحتمية سائدًا وغير مشكوك بصحته حتى نهايات القرن التاسع عشر.
وكان العلماء والفلاسفة يعتبرونه منطلقًا يقينيًا وأكيدًا. وهذا ما صرّح
به “لابلاس” حين قال: علينا أن نتعامل مع الوضع الراهن للكون وكأنه الأثر
الناتج عن حالته السابقة من جهة أولى، وعلى أنه السبب الذي عنه تتأتى
حالته اللاحقة من جهة ثانية… فالعقل، بإنتاجه لقوانين العلم، قد وعى كامل
قوى الطبيعة المحركة للظواهر والمتحكمة بها. ولا شيء يستطيع أن يخرج عن
هذا اليقين العلمي، فالمستقبل كما الماضي هو حاضر في عيون العلم.


هذا التصور العلمي يقود إلى نزعة الجبرية كونه يعتبر أن المعرفة المسبقة
بما سيحصل (التنبؤ La prévisibilité) هي من خصائص العلم المنضبط الذي
ينطلق من منظومة محددة ويتنبأ بما سيحدث في المستقبل.


الحتمية، الصدفة، الاحتمال:

خلافًا لهذا التصور الحتمي المبسط، يوجد في الطبيعة حالات في غاية
التعقيد، يصعب علينا فيها التأكد من خضوعها لمبدأ الحتمية. وهذا ما يدفعنا
إلى القول بالصدفة، إذ يجد العالم نفسه أحيانًا أمام مسائل معقدة، تتشابك
فيها الأسباب والعوامل، مما يجعل التفسير الحتمي غير قابلٍ لاستيعابها.
وهذا بالتحديد ما نطلق عليه تسمية الصدفة.


بالنسبة للعالم فإن مفهوم الصدفة هو مختلف عن الفهم الشعبي الساذج.
فالصدفة ليست غيابًا للحتمية بل هي نوع من عدم التحديد أو التقاطع أو
التشابك في الأسباب المنتجة للحدث.


يكتب “اميل بوريل” في هذا الصدد أن الظاهرة التي نطلق عليها تسمية الصدفة
تخضع لمجموعة معقدة من الأسباب لا يمكننا تحديدها بالكامل ولا دراستها
بصورة مكتملة. فعلى سبيل المثال فإن الصاعقة التي تضرب بناءً حديثة في
لحظة تدشينه وافتتاحه، نعتبرها محض صدفة. ولكن هل يعني ذلك أن قوانين
الكهرباء قد أصابها الخلل؟ بالتأكيد لا، إلاّ أنّ التقاء مجموعتين من
الأسباب المستقلة الواحدة منهما عن الأخرى، أي ترافق سقوط الصاعقة مع لحظة
الافتتاح، يجعلنا نتحدث عن الصدفة. وهذا هو رأي “كورنو” الذي اعتبر أن
الصدفة هي نتيجة لتلاقي سلاسل مستقلة من الأسباب، وليست ناتجة عن جهل
الإنسان، ولا هي مناقضة لمبدأ السببية، بل إنها مظهر من مظاهر السببية
ذاتها، نجده في الحوادث المادية والظواهر البشرية.


ولتوضيح ذلك نفترض أن صديقين التقيا اتفاقًا وعرضًا. فإن لكل منهما أسبابه
التي دفعته إلى نقطة اللقاء. فأحدهما كان ذاهبًا لزيارة أحد أقاربه،
والآخر كان على موعد مع طبيبه، فسلسلة الحوادث التي قام بها الصديقان، كل
من جهته، كانت حتمية، أما التقاء هاتين السلسلتين فقد كان صدفة واتفاقًا،
وهذا يعني أن الصدفة تعني التقاء سلسلتين من الأسباب، ولا تعني غياب
الأسباب.


والأمر نفسه يطالعنا في المثال التالي: السيد “ديبون” تألم من أسنانه
وأراد أن يذهب إلى طبيب الأسنان. هذه مجموعة أولى. والطريق التي يسلكها
للوصول إلى الطبيب فيها منزل قديم على سطحه واحدة من أحجار القرميد قد
تصدعت وأصبحت قابلة للسقوط. عندما وصل السيد “ديبون”، وقعت هذه القرميدة
على رأسه فمات. بالتالي فإن التقاء هاتين المجموعتين شكل ما نسميه بالصدفة
خاصة وأن واحدة منهما تختص بالإنسان. فلو فرضنا أن القرميدة وقعت على حجر
لما استطعنا أن نتحدث عن الصدفة.


وإذا كانت الصدفة هي نتاج لتشابك معقد من الأسباب، فإن بعض العلوم حاولت
أن تعتمد على حساب الاحتمال لكي تكشف عن بعض السببيات المعقدة. ويستند
حساب الاحتمال على معاينة عدد كبير من الظواهر للوصول إلى نتيجة. وقد
استخدمت هذه الحسابات على سبيل المثال في العلوم الاقتصادية وفي الجغرافيا
وغيرهما..


ففي الجغرافيا ندرس متوسط الأعمار، وفي الاقتصاد تتم دراسة الدخل السنوي
للفرد، ولكن لا يخفى على أحد أن هذه الدراسات تدور في حقل من العمومية لا
ينطبق على كل حالة من الحالات بمفردها. فلا أحد على سبيل المثال يستطيع أن
يعرف اللحظة التي سيموت فيها أحد الأفراد. لكن مع ذلك يبقى مفيدًا الحصول
على هذه الإحصاءات، إذ بالإمكان استثمارها من الوجهة العملية. وهذا ما
تقوم به على سبيل المثال شركات التأمين التي تأخذ بعين الاعتبار هذه
الحسابات قبل أن تتعاقد مع الأشخاص الذين يرغبون بالتأمين على الحياة.


وبالرغم من أن حسابات الاحتمال ليس لها أي تفسير سببي واضح، إلا أنها
تعتمد على حتمية مخبوءة تنكشف من خلال الاعتماد على قانون الأعداد الكبرى.
وهذا ما يقوله “مارش”: إن قانون الأعداد الكبرى لا يستنتج إلا من افتراضات
حتمية.


فعلى سبيل المثال نحن نعرف أن حجر اللعب في الرولات يقذفه اللاعب وهو إما
أن يصيب الأحمر أو الأسود. ولا يوجد أي قانون يمكنه أن يتنبأ مسبقًا
بإصابة واحد من اللونين. ولكن إذا قمنا بعشرة آلاف ضربة متتالية، نكون على
يقين تام بأن نصف الضربات سيكون أحمرًا والنصف الآخر أسودًا. وكلما ازدادت
الأعداد بالكبر، تصبح الحتمية قريبة من اليقين والضرورة.


ونذكر بأحد الأمثلة الشهيرة لـ “بوريل” حيث يقول: إن احتمال انقلاب الماء
التي نصبها على النار إلى ثلج، هو شبيه تمامًا باحتمال انقلاب اللعب
بالإشارات والحروف على لوحة مفاتيح الكمبيوتر إلى موسوعة علمية مرتبة في
أبوابها وموضوعاتها.


وإذا كانت الرياضيات تقيس الصدفة عن طريق حساب الاحتمالات بتحديد فرص وقوع
حادث ما عن طريق الصدفة، فلا يعني ذلك أن حساب الاحتمالات والإحصاء هو
حساب للصدفة، بل هو بيان لحتمية مجهولة جزئيًا، وافتراض لوجود حتمية وراء
الظاهرة التي حدثت صدفة. فحساب الاحتمالات يطبق على الطبيعة إذا أعوزتنا
معرفة الوقائع معرفة حتمية، إما بالنظر لصغر العوامل أو لسرعتها أو
لتشابكها. لذلك لا يصح القول أن حساب الاحتمالات يشكل انتقادًا لمبدأ
الحتمية.


الحتمية والغائية

إن دراسة الصدفة والاحتمال تردنا إلى نزعة حتمية تتأسس عليها علوم
التجريب. ولكن هناك ما يدعونا إلى الافتراض أن ظواهر الحياة بدورها هي
محكومة بهذا المبدأ الحتمي؛ فالقوانين الخاصة بالولادة ونموّ الجسد ثم
الشيخوخة هي قوانين فرضت نفسها على العقل الإنساني منذ القديم. كذلك فإن
التعب والأمل وحاجات الأكل والشرب هي ضرورات أو علاقات سببية محكومة
بالحتمية على غرار ما يشاهد في الظواهر الجامدة غير العضوية. فالإنسان كما
يقول “بوانكاريه” محكوم بقوانين الحتمية، وقبل أن يكتشف السماء والقوانين
الفيزيائية، فإن الإنسان اكتشف الحتمية في نفسه عبر الجوع والموت.


مع ذلك فإن طبيعة الكائن الحي واستقلاله الذاتي وفردانيته لا تبدو خاضعة
تمامًا لمبدأ الضرورة مثلما يخضع لها الحجر الذي يسقط أو الماء الذي
يتموّج. فأعضاء الكائن الحي تتمتع ببنية وظيفية، فالحيوان يتكيف مع محيطه
ويتمتع بأدوات تسهّل له هذا التكيف المدهش: إنها أعضاؤه الجسمانية ذات
الوظيفة الغائية. فالأجنحة تسمح له بالطيران والمنقار والأنياب يشتغلان
بتقطيع الطعام. والعين ليست كتلة لحمية، بل لها وظيفة أو غاية هي الرؤية.
وكذلك فإن كافة الأعضاء تعمل على توازن الكائن الحي مع محيطه.


وهذه الأمور تبيّن بوضوح أن الحتمية التي ترأس تكوين الأعضاء ووظيفيتها
وغائيتها ليست حتمية عمياء، بل هي حتمية تتصف بالغائية. لذلك يرى
“لاشولييه” أن الحتمية لوحدها غير كافية لمعاينة وتفسير علوم الحياة، بل
يجب أن نضيف إليها مبدأ الغائية. فالغائية مبدأ يصدق على الأجسام
الكيميائية تمامًا كما يصدق على الأجسام الحية.

ما هو إذًا مبدأ الغائية؟

إن بعض العلماء من أصحاب النزعة الحتمية من مثل “كلودبرنارد” يقرون بوجود
“فكرة موجّهة” أي مبدأ غائي يتحكم بالظواهر. والفلاسفة الإلهيون يعتقدون
بدورهم أن النظام المشاهد في ظواهر الحياة هو من نتاج الإرادة الإلهية
التي خلقت الأجسام الحية وجهّزتها بالغائية.


والفيلسوف “تيار دوشردان” يضفي على أشكال الحياة البسيطة شيئًا من
الروحانية. وبدوره “ألكسي كاريل” يجد أن عضو الرؤية = (العين) يفصح من
تلقاء ذاته عن العقل الكامن =(الروح الإلهية) في خلايا وأنسجة العين.


كل هذه المواقف الفلسفية ترتكز على اعتبارات ميتافيزيقية، وتتبنى وجود سبب
متعالي روحاني يتجاوز كل التفسيرات العلمية التي تحاول فقط الاكتفاء بوصف
الظواهر والجزئيات. وإذا كانت التفسيرات الغائية قد تراجعت أحيانًا أمام
التقدم العلمي، فهذا لا يدلّ على أفضلية العلم، وإنما هو نوع من الحذر حتى
لا نخرّب بأيدينا معارفنا وعلومنا الجزئية.


وهناك فلسفات تحاول أن تنقض مبدأ الغائية من أساسه، وتحاول أن تبرز
الثغرات التي تعتري هذا المبدأ. وتستند هذه الفلسفات إلى بعض الذرائع التي
تدعي أنه يوجد في أجسامنا بعض الأعضاء غير النافعة من مثل الزائدة الدودية
وأضراس العقل.


الحتمية واللاحتمية:

تعتبر الفيزياء التقليدية أن مبدأ الحتمية هو حقيقة مطلقة خاصة في المجال
الماكروسكوبي. لكن الانتقال الفيزيائي إلى المجال الميكروسكوبي = (عالم
الذرات والإلكترونات) مع بداية القرن العشرين، أفضى إلى الشك في مبدأ
الحتمية.


ويبدو أن مبدأ اللاحتمية قد وجد سندًا له في الفيزياء الحديثة لدى بعض
العلماء من مثل “هيزنبرغ” الذي رأى أن قوانين الميكانيك الكلاسيكية
المطبّقة على العالم الأكبر (عالم المركبات) لا تنطبق على العالم الأصغر
(عالم اللامتناهي في الصغر). وهذا ما أكّده “هايزنبرغ” عندما استحال عليه
التحقق على وجه الدقة من وضع الجسيم وسرعته في آن واحد. وفي هذا مخالفة
تامة لما كانت تفترضه الفيزياء التقليدية.


وللتعبير عن هذا اللاتحديد ابتدع “هيزنبرغ” علاقة الارتياب =( عدم التحديد Relation d’incertitude


وإذا كانت الفيزياء الكلاسيكية تقوم على أساس أن الكون والظواهر الطبيعية
تخضع بداهة لحتمية دقيقة كما يرى “بوانكريه”، فإن الفيزياء الحديثة =
(الميكروفيزياء) لا تسمح لنا بالقول بحتمية دقيقة تتحكم بالإلكترون وعالم
الذرة. لذلك فإن التفسير العلمي المعاصر يستبدل الحتمية بالاحتمال
والتقدير التقريبي وأحيانًا بالإحصاء، إذ ليس من دقة يقينية تعبّر عن موقع
وسرعة الإلكترون، لأننا بمقدار ما نقترب من تحديد موقع الإلكترون نبتعد عن
تحديد سرعته، والعكس صحيح.


وهكذا نجد أن تطور الفيزياء من فيزياء قديمة إلى فيزياء معاصرة
(ميكروفيزياء) أدى إلى تطور مفهوم الحتمية عن طريق الانتقال من العالم
الأكبر إلى العالم الأصغر مما أدى إلى القول بحتمية جزئية بدل الحتمية
الكلية التي افترضها “لابلاس”.


لكن هذا الفهم الجديد للحتمية لا يستطيع بأي شكل من الأشكال أن ينقلب إلى
إيمان بلا حتمية مطلقة وكاملة، لأن مثل هذا الاعتقاد يزعزع المعارف
والعلوم، ويؤدي إلى انفلات الظواهر من أية قوانين أو تفسيرات علمية تضبطها.


ولذلك فإن أول من اعترض على القائلين باللاحتمية هو الفيزيائي “أينشتاين”
الذي اشتهر بجملته “لا أعتقد أن الله لعب بالنرد مع البشر”. فاللاحتمية
بالنسبة له هي حل مؤقت وآني لأن التقنية لم تمنح العلم بعد الأدوات
الدقيقة والكافية للكشف عن الحقائق. ولذلك فإن الشك وعدم الثبات
واللاحتمية ستبقى من المبادئ التي تتأسس عليها نسبوية العلوم.


دروس ومقالات فلسفية Z112


مفهوم الأنا و الغير


تقديم إشكالي:

إن كون الشخص أنا وعية حرة مسؤولة أخلاقيا و قانونيا ، أي ذات تملك الوعي
و الحرية إرادة لا يعني انه قادر على العيش وحيدا منعزلا على الآخرين .
فالشخص كائن اجتماعي لا يستطيع العيش خارج الجماعة بل هو في حاجة إليها
لتحقيق ذاته و الوعي بها . فالغير ضرورة ملحة بالنسبة للأنا فحضوره مسألة
أساسية و ملحة لإكمال وعي الأنا بذاتها و الوعي بوجودها . فكيف يتحدد وجود
الغير إذن هل يمكن للأنا أن تعيش بمعزل عن الغير أم أن وجوده مشروط بوجود
الغير ؟


هل يمكن معرفة الغير ؟ هل معرفته ممكنة أم مستحيلة ؟ ماهي طبيعة العلاقة بين الأنا و الغير ؟

هل هي علاقة تكامل و تواصل أم علاقة تنافر وصراع؟

- العدم : عكس الوجود (لاشكل و لا لون، غير محدد ....)


- الوجود بالذات ، الوجود المادي كشيء .كموضوع دون وعي.


- الوجود للذات ، الوجود الواعي كذات واعية تعني وجودها ووجود الغير و العالم الخارجي



وجود الغير:

إن وجود الغير يجد جذوره في الفلسفة اليونانية من خلال مجموعة من المفاهيم
التي أنتجتها مثل مفهوم التطابق أو الهوهو في مقابل الاختلاف و الوحدة في
مقابل الكثرة أن اليونان لم يبلوروا مفهوم الغير باعتباره أنا اخربل
اعتبروه كل ما ليس ومخالف للذات . فالتقابل بالنسبة إليهم كان بين اليونان
من جهة و الشعوب الأخرى وبين الإنسان و العالم الخارجي .

فلم يتبلور هذا المفهوم بالمعنى الحديث إلا مع فلسفة هيكل في مقابل الفلسفة الذاتية لديكارت .


ديكارت : الفلسفة الذاتية

يؤكد ديكارت أن وجود الإنسان كقوة فاعلة متميزة عن غيرها من الكائنات لا
يتحقق إلا بملكة التفكير التي تتيح له الوعي بذاته و بالآخرين. فالتفكير
دليل وجودي على وجود الذات ما دام الشك تفكير وما دام التفكير لا يمكن أن
يصدر إلا عن ذات موجودة "أنا اشك ،أنا أفكر ، إذن أنا موجود " و الشك عند
ديكارت منهجي فهو سبيل إلى اليقين و الشك تفكير و التفكير دليل على وجود
الذات . وبهذا يخلص ديكارت إلى أن الأنا أفكر " cogito حقيقة يقينية
بديهية يقينية لا يمكن الشك فيها و ليست في حاجة إلى وساطة الغير لإثباتها
مما يجعل الأنا عند ديكارت حقيقة يقينية و ذات منعزلة مستقلة ومنغلقة أما
الغير فوجوده افتراضي احتمالي . فالأنا تعي ذاتها بذاتها وتدرك وجودها من
تلقاء ذاتها لذلك فالأنا ليست في حاجة إلى وساطة الغير لتأكيد وجودها
ووعيها بذاتها


لكن أليس عدم اليقين من وجود الغير ، هو عدم يقين من وجود الذات و عدم امتلاك وعي كامل بها ؟


هيجل hegel
ادا كان ديكارت يعتبر الأنا ذاتا منغلقة منعزلة مستقلة عن الآخرين تكفي
بذاتها مما يجعلها كيانا ميتافيزيقيا مجردا مطابقا لذاته يعيش في عزلة
مطلقة عن العالم و الآخرين . فإن هيجل خلافا لذلك يعتبر الأنا ليست معرفة
جاهزة أو معطى طبيعي فمعرفته لذاته لا تتحقق إلا من خلال الغير عبر
الانفتاح وتجاوز التقوقع و الانغلاق. فالأنا تغادر انغلاقها لتنفتح على
الغير لتنتزع منه الاعتراف بها كذات واعية حرة . إلا أنها تصطدم برغبة
الغير الذي يرغب في نفس الرغبة أي انتزاع الاعتراف به كذات واعية حرة مما
يؤدي إلى أن يغامر كل منهما بحياته في عملية صراع ينتهي بتنازل احد
الطرفين عن حريته و إرادته حفاظا على حياته ، فيقبل أن يتحول إلى موضوع
وشيء أي إلى أداة فيكون وجوده من اجل الآخر أي وعيا خاضعا تابعا (أي عبدا)
بينما يتشبث الطرف الآخر بحريته و إرادته ويفضل الموت عن التنازل عنهما
فيكون وجوده وجودا لذاته فيتحقق وعيا خالصا وبذلك يكتمل وعيه بذاته .




استنتاج
- إذن فالوعي بالذات يتطلب تجاوز انغلاق الذات على ذاتها و الخروج نحو
الآخر و الانفتاح عليه لأن وعيها لا يكتمل إلا باعتراف الآخر و بذلك فوجود
الغير ضروري لوجودالأنا و مكون له و ليس مجرد وجود افتراضي احتمالي كما
يرى ديكارت .

- إذا كان ديكارت قد انطلق من تجربة الشك ليضع الأنا الذي يشك أي يفكر في
عزلة وجودية مطلقة لا تحتاج إلى وساطة الآخرين و العالم الخارجي لإدراك
وجوده و الوعي به فالأنا أفكر حقيقة يقينية في حين يعتبر وجود الغير وجودا
احتمالي افتراضي و إذا كان هيكل يعتبر أن اكتمال وعي الأنا بذاته يقتضي
خروجا للذات من انغلاقها و انفتاحها على الغير لانتزاع الاعتراف بها منه
كذات واعية حرة . إلا أن هذه الرغبة تصطدم برغبة الغير فهو يرغب في نفس
الرغبة أي انتزاع الاعتراف به كذات واعية حرة. مما يؤدي إلى الصراع
والمواجهة و المغامرة بالحياة لينتهي هذا الصراع بتنازل احد الطرفين عن
حريته وإرادته فيقبل حفاظا على حياته ليتحول إلى موضوع وشيء أي أداة فيكون
عبدا . أما الطرف الثاني يفضل الموت على التنازل عن حريته وإرادته فيكون
سيدا أي وعيا خالصا.


وهذا ما يسبب هيجل جدلية العبد و السيد أما سارتر فيؤكد أن الغير ليس شيئا
وموضوعا بل هو أنا آخر أي الأنا الذي ليس أنا ، فوجوده شرط ضروري لوجود
الأنا فلا يمكن للانا أن يعي وجوده وقيمته إلا من خلال الغيرو بواسطته ،
غير أن نظرة الأنا للغير تحوله إلى موضوع وشيء ونفس الشيء بالنسبة لنظرة
الغير للأنا مما يؤدي إلى علاقة صراع ومواجهة من خلالها يتمكن الأنا من
تحقيق حريته و التعالي على وجوده لكل هل معرفة الغير ممكنة ام مستحيلة
؟يقينية ام تقريبية ؟


مالبرنش emalabranche

يؤكد مالبرانش أن معرفة الغير من طرف الأنا هي معرفة تخمينية تقريبية و
ليست معرفة يقينية . لأن الأنا لا يستطيع أن تنفذ إلى أعماق الغير لإ دراك
حقيقة مشاعره وعواطفه و أحاسيسه وانفعالاته ، فهو يقوم بعملية إسقاط أي
يسقط عليه ما يحس به ويشعر به انطلاقا من مبدأ المماثلة وبذلك يخلص
مالبرانش إلى أن معرفة الأنا للغير تظل معرفة تقليدية احتمالية وليست
يقينية.



لكن هل معرفة الغير فعلا مستحيلة،ألا يمكن أن تكون هناك معرفة يقينية ممكنة انطلاقا من التواصل معه ومشاركته للوجدانية ؟


ميرلوبونتي :

يؤكد ميرلوبونتي خلافا لما لبرنش أن معرفة الأنا للغير ممكنة وليست
مستحيلة فكل منهما يمتلك جسدا ووعيا ويتقاسما الوجود في نفس العالم مما
يفرض على كل منهما الاعتراف بالآخر و التواصل معه، ولعل اكبر دليل على هذا
التواصل هو اللغة وبذلك يستطيع كل طرف منهما أن ينفذ إلى أعماق الآخر
ويشاركه عاطفيا ووجدانيا وهكذا تصبح معرفة الأنا للغير ممكنة وليست
مستحيلة، يقينية وليست تخمينية و أن العلاقة معه ليست دائما علاقة صراع
ونفي وعذاب بل قد تكون أيضا علاقة اعتراف وتواصل وصداقة مما يجعل هذه
العلاقة غنية ومتعددة. فما هي إشكال هذه العلاقة إذن وما هي الاسسس التي
تقوم عليها ؟

نيكولاس مالبرانش : فيلسوف فرنسي من إتباع العقلانية الديكارتية 638 م رجل
لا هوت وفلسفته من مؤلفاته – البحث عن الحقيقي – تأملات ......
الغيرية : تميل نحو الغير وتضحية بالمصلحة الشخصية من اجله فهي نكران الذات ، و الإيثار // الأنانية و الذاتية altrmismé


العلاقة مع الغير:


هل علاقة تكامل وتواصل أم علاقة صراع وتنافر؟


أرسطو

يؤكد أرسطو أن الصداقة ضرورة بشرية لا يمكن الاستغناء عنها ويصنفها إلى
ثلاثة أنواع : صداقة المتعة وصداقة المنفعة وكلاهما مجرد وسيلة لتحقيق
المتعة أو المنفعة مما يجعل هذا النوع من الصداقة صداقة زائفة زائلة فهي
تزول بزوال المتعة و المنفعة أما النوع الثالث فهي صداقة الفضيلة وهي
الصداقة الحقيقية لأنها غاية في حد ذاتها لأنها تؤسس على محبة الآخر لذاته
مما يجعلها صداقة مبنية على الفضيلة و المحبة و الوفاء وهي صداقة دائمة
مستمرة لأنها غاية وليست وسيلة إلا أنها ناذرة. فلو كانت شائعة بين الناس
لاستغنوا عن القوانين و التشريعات لما يترتب عنها من علاقة أساسها المحبة
و الاعتراف المتبادل و الاحترام .

فإلى أي حد يمكن للعلاقة مع الغير أن تتأسس على المحبة و الاعتراف المتبادل و التضحية ونكران الذات؟

* اوغست كونت

اإلى أي حد يمكن أن تقوم العلاقة بين الأنا و الغير على نكران الذات والتضحية و الغيرية .

يؤكد اوغست كونت أن العلاقة مع الغير إذا تأسست على الغيرية ونكران الذات
و التضحية من اجل الغير فإن ذلك يؤدي إلى ترسيخ مشاعر التعاطف و المحبة
بين الناس فتحقق الإنسانية غاياتها الكبرى وهي نشر قيم العقل و العلم و
التضامن و الاستقرار مما سيسمح بتطوير الوجود البشري . فالغيرية فضيلة
أخلاقية وقيمة مثلى يتجاوز فيها الإنسان أنانيته وذاتيته وينتصر على
غريزته فيحيى من أجل غيره وبذلك تنشأ بين الأنا و الغير علاقة نبيلة تقوم
على نكران الذات و التضحية .



* استنتاج

إذا كان أرسطو يؤكد أن الصداقة ضرورة بشرية لا يمكن الاستغناء عنها لأي
كان كيفما كان فالإنسان في حاجة ماسة إلى صديق يشاركه أحزانه و أفراحه
وإذا كانت الصداقة الحقيقية هي الصداقة المبنية على المحبة المتبادلة وعلى
الفضيلة الأخلاقية مما يجعلها غاية وليست مجرد وسيلة لتحقيق المنفعة أو
المصلحة مما يجعل هذه الصداقة تساهم في نشر القيم الأخلاقية السامية بين
الأفراد . فإن اوغست كونت يؤكد أن الإنسانية تقوم على الغيرية وتجاوز
ذاتيته ونكرانها من اجل التضحية من اجل الغير وبذلك فالعلاقة مع الغير
ليست مجرد علاقة صراع ومواجهة ونفي وتنافر بل قد تقوم كذلك على الاعتراف
المتبادل و التواصل و الاحترام و الصداقة بل و التضحية من اجل الآخر مما
يجعل العلاقة مع الغير متعددة الأبعاد متنوعة ومختلفة وغنية لا يمكن
اختزالهما في شكل دون آخر لأن الإنسان ظاهرة متعددة الأبعاد .



دروس ومقالات فلسفية Z112


مقالة


« إن معرفة الغير تقتضي مني التعاطف معه ».

حلل أطروحة القولة وناقشها


· الإجابة:

الغير هو الأنا الذي ليس أنا، أي الذات التي تشبهني وتختلف عني، إنه الآخر
الذي يتميز بخاصية الوعي وكونه ذات عملية أخلاقية. انطلاقا من هذا، هل
يمكن معرفة هذا الغير باعتباره أنا أخرى؟ وما هي السبل التي تمكنني من
معرفة هذا الغير؟ وإذا كان هناك من يرى بأن معرفة الغير مستحيلة، فما هي
الحجج التي يمكن أن نعتمدها لإثبات مثل هذا الموقف؟ وهل يعتبر التعاطف مع
الغير شرطا ضروريا لمعرفته؟


تدافع القولة على أطروحة مفادها أن معرفة الغير ممكنة تحت ظل التعاطف معه.
فما معنى معرفة الغير؟ إن المعرفة نشاط من أنشطة الوعي والعقل تنتقل من
الوسط الخارجي إلى بؤرة الإدراك، فيكون المرء معرفة تجاه موضوع أو ذات ما.
والمقصود بمعرفة الغير سبر أغوار شخصيته المختلفة عني. فمعرفة الغير تعني
أني أدركه على الوجه الذاتي بالدرجة الأولى وليس على المستوى الإمبريقي،
لأن معرفة الغير انطلاقا من الشكل ستجعله موضوعا كما هو الحال بالنسبة
لباقي أشياء الطبيعة؛ سيكون إدراك شكلي من حيث كونه موضوعا فقط.


ويرى صاحب القولة أن أساس معرفة الغير هو التعاطف معه. فما المقصود بالتعاطف مع الغير من أجل تحقيق معرفة به؟


عندما أدخل في علاقة مع الغير أجد نفسي بطريقة أو بأخرى أحاول إدراكه
ومعرفته.ومن المفروض أنني أثناء تواصلي مع الغير سأتلقى منه ما هو إيجابي
وما هو سلبي. ففي الحالة التي أتلقى منه رد فعل غير مرضي بالنسبة إلي
فيغضبني، فإنه يكون لزاما علي أن أتعاطف معه أي أتسامح معه، لكي لا أوقف
التعارف معه ويتواصل التعارف بيننا.


إذن فأساس معرفة الغير يقتضي ويستلزم مني بالضرورة التسامح معه.


نلاحظ أنه بالضرورة هنا، كشرط لهذا التسامح والتعاطف مع هذا الغير، قد
يكون هذا الشرط هو وجود عاطفة حميمية تربطني به. فإذا تأملنا جيدا سنرى
أنه ليس كل الغير يمكن أن نخضعه لهذه المقولة. ألا يبدو أن هناك ما يستحق
تعاطفنا معه دون الآخر؟ بمعنى آخر هناك فئة من الغير هي التي نتعاطف معها
من أجل معرفتها. فمن تكون هذه الفئة؟


فبحسب البعد الفلسفي الذي يمكن استنتاجه أنه ليس الكل مؤهل لهذا التعاطف،
بل هناك البعض وهم الأشخاص الذين نكن لهم عاطفة الحب. فبالرغم من كوننا
ندخل معهم في جدال وصراع إلا أننا نجد أنفسنا مجبورين على التسامح
والتعاطف معهم، رغبة في تحقيق التواصل من أجل المعرفة. لكن إذا ما كان هذا
الغير غير ذي مكانة عاطفية بالنسبة إلينا، فإننا قد نتسامح معه ولكن ربما
نوقف تعاطفنا معه. ومثال على ذلك علاقة بينني وبين زميلتي أحبها وأكن لها
عاطفة نبيلة، فأجد رغبة جامحة في معرفتها؛ حيث حينما تتاح لي الفرصة أبذل
كل جهدي لمعرفة ذاتها وفكرها. لكن عندما يصدر عنها فعل لا يرضيني، فإنني
أكون مضطرة للتسامح معها، وتتم عملية التعارف بيننا ونتمكن من معرفة بعضنا
البعض.


فهل معيار التعاطف مع الغير من أجل معرفته نموذجي؟ وهل هناك من الفلاسفة من يعارض جعل هذا التعاطف أساسا لمعرفة الغير؟


بالموازاة مع موقف صاحب القولة، نجد أن هناك من الفلاسفة في الضفة الأخرى
من يرى أن معرفة الغير غير ممكنة، وعلى سبيل المثال الفيلسوف سارتر الذي
أكد انطلاقا من تعريف الغير باعتباره « الأنا الذي ليس أنا»، أن معرفة
الغير غير ممكنة لسبب رآه مقنعا هو أن المسافة الفاصلة أو الفاصل المادي
الذي يفصل بيني وبينه يحول دون معرفتي له، فلا يبقى بوسعي معرفته إلا على
مستوى الشكل والمادة، فأدركه إدراكا إمبريقيا من حيث الشكل فقط. فهذه
الخاصية ستجعلني أنظر إلى الغير على أنه مجرد مادة أو جسد، وبالتالي أدخل
معه في علاقة تشييئية؛ هو يراني كموضوع وأنا أراه كموضوع مثل العلاقة
المكانية الموجودة بين المواد والأشياء، وبهذا أكون قد حولت الغير إلى
موضوع مما يدل على أن العلاقة بالغير هي علاقة تشييئية. والأمر نفسه نجده
مع الفيلسوف مالبرانش الذي يؤكد بصفة جازمة على ان معرفة الغير غير ممكنة
انطلاقا من ذواتنا. فما المقصود بمعرفة الغير انطلاقا من ذواتنا؟


هناك بديهيات ومسلمات أدركها تمام الإدراك وأعرف أن الغير يدركها ايضا،
يعني أنني أعرف الغير انطلاقا من ذاتي. فمثلا أنا أعرف أن أربعة هي حاصل
2×2 والغير يعرف هذا أيضا، وأشعر بالبرد إذا كان الجو قارسا أو أشعر
بالحرارة إذا كان الجو حارا فأعرف أن الغير كذلك يحس بنفس الشعور. لكن
غالبا ما تخطئ حواسنا لأن هناك من الإحساسات التي نشعر بها لا توافق شعور
الغير البتة. فمثلا عند موت أب صديق لي، فأنا أعرف أنه يشعر بالألم والحزن
لكن هل أدرك قدر ذلك الألم بالدرجة نفسها؟ وهل أعرف أنه يشعر حقا بالألم؟
ماذا لو كان هذا الأب قاسيا معه وأثناء موته ارتاح منه؟ إذن فإنه لا يمكن
معرفة الغير انطلاقا من ذواتنا.


أما بالنسبة للفيلسوف ميرلوبنتي، فإنه يرى بأن معرفة الغير ممكنة إذا
توفرت الرغبة في التواصل معه. يرى هذا الفيلسوف بأن الرغبة في التواصل هي
في حد ذاتها نوع من التواصل، وإذا امتنعنا عنه فإننا نمتنع عنه بإرادتنا
ولأسباب معينة، مما يعني أن التواصل ممكنا في الأصل. ويرجع ميرلوبنتي
النظرة التشييئية التي يفترض سارتر أنها تحد من إمكانية معرفتي للغير إلى
عدم الرغبة في معرفة هذا الغير، وبالتالي هي مجرد انطباع لا يمكن اعتباره
حجة ضد عدم إمكانية معرفته.


إن معرفة الغير تقتضي حسب ميرلوبنتي التعاطف معه، عن طريق مشاركته عواطفه
ومشاعره ومعاناته، والاعتراف به كذات أخرى نتآخى معها ونعاملها معاملة
إنسانية تليق بها كذات واعية وأخلاقية. ولذلك انتقد ميرلوبنتي سارتر ورأى
أن النظرة التشييئية للغير تجعلني نفقده كرامته ونتعامل معه كحشرة.


ويرى ميرلوبنتي أن اللغة هي وسيلة أساسية لتحقيق أواصر التعاطف بيني وبين
الغير، وربط جسور التواصل بيننا؛ إذ أن اللغة هي التي تمكن الغير من البوح
بمشاعره وأفكاره وتعريفي بها.


إذا كان التعاطف إذن هو أحد السبل المؤدية إلى معرفة ذات الغير، فإنه لا
يكون إلا حينما تسود علاقات الود والتآخي والاعتراف المتنبادل بيني وبين
الغير، أما إذا انعدمت هذه الروابط فإن معرفة الغير عن طريق التعاطف تصبح
غير ممكنة.


نستخلص إذن أن هناك من الفلاسفة من يرى أن معرفة الغير ممكنة وتتم عبر
التعاطف معه والإقبال عليه، في حين يرى البعض الآخر أن معرفة الغير غير
ممكنة إما لوجود فاصل وحاجز بينه وبين الأنا أو لصعوبة النفوذ إلى أعماق
الغير وتجاربه الذاتية حتى من خلال التعاطف معه.


و إذا كانت معرفة الغير تتطلب مني الدخول في علاقة معه، فما هي طبيعة هذه
العلاقة التي يجب أن تربطني به؟ وهل لهذه العلاقة تأثير على محاولة معرفتي
به؟

دروس ومقالات فلسفية Z112


طريقة مقالة في معالجة مضمون النص


الكشف عن المشكل الذّي تمثّل أطروحة النص حلاّ له.
و يكون ذلك إمّا:
بشكل مباشر: " ما هو السّؤال الذّي تقدّم الأطروحة حلاّ له ؟ ".
بشكل غير مباشر: " ما هي الأفكار و المواقف المعارضة لأطروحة النّص ؟ إذا
كانت الأطروحة خاطئة، فما هو الموقف البديل الذّي يمكننا إثباته ؟ ألا
يمكن البرهنة على صحّة أطروحة مناقضة لأطروحة النّص ؟ ". بالاستناد إلى
الإجابات التّي نقدّمها عن هذه الأسئلة، نحاول البحث عن السّؤال الذّي
يمكن أن يقبل، كإجابات ممكنة عنه، في نفس الوقت، أطروحة النّص من جهة و
الأطروحات المناقضة لها من جهة أخرى.
استخراج الإشكاليّة بطريقة غير مباشرة يقتضي تشكيل مفارقة تحتوي مواجهة بين أطروحات متضادّة.
الكشف عن أطروحة النّص:
تبيّن الحلّ الذّي يقترحه الكاتب لتجاوز مشكل معيّن
" ماذا يثبت الكاتب ؟ ماذا يطرح ؟ عن ماذا يدافع ؟ ما هي الفكرة التّي
يريد التّوصّل إليها ؟ بماذا يريد إقناعنا ؟ ماذا يريد أن يفهمنا ؟ ما هي،
في آخر الأمر، الفكرة الأشدّ أهمّية و حضورا في النّص ؟ "
تمثّل الحلّ أو الإمساك ب: أطروحة النّص و الوسائل التّي استعملها الكاتب في عمليّة الإثبات و البرهنة.
التّساؤل عن قيمة الأطروحة:
ينبغي إذن، بصفة إجماليّة، أن نقوم بالبرهنة ( و ليس فقط بالإقرار ) على
أنّ أطروحة النّص أكثر قيمة من جملة الآراء المعارضة لها. أو بتوضيح كيف
أنّ أطروحة النّص محدودة و نسبيّة ( إمكان نقدها ) و ثانيا إبراز دواعي
استبدالها بأخرى. و يمكن أن نقوم بهذه العمليّة النّقديّة في رحلتين:
النّقد الدّاخلي للنّص: الكشف عن مواطن ضعفه و إثارة الانتباه إلى بعض
المقاطع التّي تغيب فيها الدقّة اللاّزمة و الوقوف على وجود بعض
الافتراضات اللاّ مبرهن عليها أو حتّى الخاطئة الخ.. و يكون ذلك أيضا
بتبيان الإستتباجات السّلبيّة للحلّ الذّي يقدّمه النّص.
النّقد الخارجي للنّص: و يكون بمواجهة أطروحة النّص بأطروحة أخرى مناقضة
يقع البرهنة عليها ( من المستحسن أن تكون مستمدّة من مرجعيّة فلسفيّة
معروفة، معاصرة لكاتب النّص أو لاحقة له ).و لا يجب، في هذا المجال، إهمال
النّص و لا الإشكال الذّي يطرحه.
الخاتمة:
تكون ذلك بحوصلة كلّ الأفكار الهامّة التّي انتهى إليها جوهر الموضوع تحليلا و تقييما و تقديم إجابة تبعا للنتائج المتوصل إليها .

دروس ومقالات فلسفية Z112



شرح المقولة التالية...... تكمن صلاحية النظرية العلمية في اجتيازها الناجح لاختبار التحقق التجريبي


الأصل اللاتيني لكلمة تفسير يعني تعرية الواقع من المظاهر التي تحجبه لرؤيته مباشرة وجها لوجه

[بيد أن ] ملاحظة الظواهر الفيزيائية لاتضعنا أمام واقع يختبئ خلف المظاهر
الحسية، بل أمام هذه المظاهر نفسها منظورا إليها من زاوية خاصة وملموسة.
والقوانين التجريبية لاتستهدف [حقيقة] الواقع المادي،بل هذه النظاهر نفسها
لكن بشكل مجرد وعام

لو قبلنا أن النظرية الفيزيائية تفسير، فلن تبلغ هذه النظرية هدفها مالم
تزح جانبا كل المظاهر الحسية لتمسك بالواقع الفيزيائي [الحقيقي[ وهكذا
فأبحاصث نيوتن حول تشتت الضوء مثلا


‏إن اعتبار النظرية
الفيزيائية كتفسير افتراضي للواقع المادي يترتب عنه جعل هذه النظرية تابعة
للميتافيزيقا ، وبذلك فعوضا عن إعطائها شكلا تقبله مجموعة كبيرة من
المفكرين، فإننا نجعل القبول مقتصرا على أو لئلك الذين يعترفون ‏بالفلسفة
التي تدعي هذه النظرية الفيزيائية الانتماء إليها ‏ألا يمكننا أن نعين
للنظرية الفيزيائية موضوعا تصبر بمقتضاه مستقلة آعن كل ميتافيزيقا ؟ ‏ألا
يمكننا ، لبناء نظرية فيزيائية، إيجاد منهج مكتف بذاته ؟ ‏إن النظرية
الفيرياثية ليست تفسيرا . إنها نسق من القضايا الرياضية المسنبئطة من عدد
قليل من المبادئ، غايتها أن تمثل تماما وببساطة، وبصورة صحيحة، ما أمكن
ذلك، مجموع القوانين التحريية. ولتدقيق هذا التعريف نقوم بتحديد خصائص
العمليات المتتالية الأربع التي تكون النظرية الفزيائية : ‏ا . من بين
الخصائص الفيزيائية التي نقترح عرضها ، نختار تلك التي ننظر إليها كخصائص
بسيطة والتي من المفروض أن تكون الخصائص الأخرى عبارة عن تجميعات
أوتركيبات لها . وسنقابلها ، وذلك باستعمال طرق قياس ملآثمة، بما يناسبها
من رموز رياضية، وأعداد، ومقادير. هذه الرموز الرياضية ليست لها أية علاقة
طبيعية مع الخصائص التي تمثلها ، وانما لها معها علاقة دال بمدلول،
وبواسطة طرق القياس يمكننا أن نقابل كل حالة فيزيائية بقيمة للرمز الممثل
لها ‏والعكس بالعكس. 2 ‏. نربط بين مختلف أنواع المقادير التي أدخلت هكذا
بواسطة عدد قليل من القضايا تسختدم كمبادئ لاستئنطاتها ، هذه المبادئ يمكن
تسميتها فرضيات، بالمعنى الأصلي للكلمة، لأنها في الحقيقة أسس سيقوم عليها
بناء النظرية . لكنها لا تدعي بأي حال من الأحوال التعبير عن العلاقات
الحقيقية بين الخصائص الواقعية للأجسام. هذه القضايا يمكن إذن أن توضع
بطريقة اعتباطية. والحاجز الوحيد الذي لا يمكن تخطيه مطلقا هو التناقض
المنطقي إما بين ‏حدود نفس الفرضية، واما بين مختلف فرضيات نفس النظرية. 3
‏. إن مختلف مبادئ وفرضيات نظرية ما تتركب فيما بينها حسب قواعد الاستنباط
الرياضي، وخلال هذه العملية لا يكون العالم الفيزيائي مطالبا إلا بإرضاء
مقتضيات المنطق الجبري. إن المقادير التي تقع عليها حسابات العالم
الفيزيائي المذكور لا تدعي بتاتا أنها وقائع فزيائية، والمبادئ التي يستند
إليها في استنباطاته لا يمكن أخذها على أنها تعبير عن علاقات حقيقية بين
هذه الوقائع. فغير مهم إذن أن تكون العمليات التي ينجزها تتناسب أولا
تتناسب مع التغييرات الفزيائية الواقعية ‏وهكذا فالنظرية الصحيحة ليست كك
التي تعطي عن المظاهر الفيزيائية تفسيرا مطابقا للواقع، بل النظرية
الصحيحة هي التي تعبر بطريقة مرضية عن مجموعة من القوانين التجريبية.
والنظرية الفاسدة ليست محاولة تفسيرية معتمدة على فرضيات مناقضة للواقع،
بل هي عبارة عن مجموعة قضايا لا تتوافق مع القوانين التجريبية ‏إن الاتفاق
مع التجربة يشكل بالنسبة للنظرية الفيزيائية المعيار الوحيد للحقيقة. ‏إن
التعريف الذي قمنا بعرضه بصفة مجملة يميز في النظرية الفيزيائية أربع
عمليات أساسية. ‏1 . تعريف المقادير الفيزيائية وقياسها . 2 ‏. اختبار
الفرضيات. 3 ‏. الاستنتاجات الرياضية من النظرية. 4 ‏. مقارنة النظرية
بالتجربة.
4 ‏. إن
مختلف النتائج التي استخرجناها هكذا من الفرضيات يمكن ترجمتها إلى ما
يناسبها من أحكام تتعلق ‏بالخصائص الفزيائية للأجسام ؛ والمناهج الخاصة
بتعريف وقياس هذه الخصائص الفيزيائية تكون بمثابة اللغة أو المفتاح الذي
يسمح بتلك الترجمة، هذه الأحكام نقارنها مع القوانين التجريبية التي تروم
النظرية تمثيلها ، فإذا توافقت الأحكام مع القوانين تكون النظرية قد أصابت
هدفها وأثبتت صلاحيتها ، والا كانت غير صالحة ومن ثم وجب تعديلها أو رفضها
.



دروس ومقالات فلسفية Z112


مقولات فلسفية . تساعدك في صياغة و كتابة مقالك................للمراجعة و الحفظ


في المنهج التجربيبي

"كلود برنارد" يركز على دور التجربة والملاحظة لبناء المعرفة العلمية مع
الالتزام بخطوات المنهج التجريبي(الملاحظة ثم الفرضية فالتجربة).

"روني طوم" التجربة تحتاج إلى العقل والخيال، ويتجلى دور العقل في بناء
المعرفة من خلال صياغة الفرضية، مع إمكانية القيام بتجارب ذهنية.

"ألبير انشتاين" العقل مصدر المعرفة العلمية وذلك لأنه ينتج مبادئ وأفكار، وتبقى التجربة بمثابة أداة مساعدة لإثبات صدق النظرية.

"غاستون باشلار" تعد المعرفة العلمية نتيجة تكامل عمل كل من العقل
والتجربة، العقل ينتج أفكارا وتصورات، تعمل التجربة على استخلاص المعطيات
الحسية.

"بيير تويلي" تعدد التجارب والاختبارات في وضعيات مختلفة، يضفي الانسجام
على النظرية كما ينبغي على النظرية أن تخضع لمبدأ التماسك المنطقي.

"كارل بوبر" لكي تكون النظرية علمية ينبغي أن تخضع لمعيار القابلية للتكذيب وذلك بوضع افتراضات تبين مجال النقص في النظرية.


في العلوم الإنسانية

"جون بياجي" يواجه الباحث في العلوم الإنسانية مشكل تحديد المنهج المناسب
إلى جانب التخلص من الذاتية، و ينتج عن هذا الوضع المتداخل صعوبة تحقيق
الموضوعية.

"فرانسوا باستيان" يؤكد على ضرورة الفصل بين الذات والموضوع والالتزام
بالحياد، وذلك بتأمل الظواهر باعتبارها أشياء ويقتدي بالعلوم التجريبية.

"ك. ل. ستراوس" البحث في مجال العلوم الإنسانية لا يستطيع أن يصل إلى
تفسير دقيق للظواهر، كما لا يستطيع أن يصل إلى تنبؤ صحيح بما ستكون عليه.

"فلهلم دلتاي" يرفض تقليد العلوم التجريبية كما يرفض اعتماد التفسير في
دراسة الظواهر الإنسانية، و يؤكد على ضرورة بناء منهج يناسب الظواهر
الإنسانية.

"ورنيي - طولرا" إن العلوم الإنسانية لا يمكنها أن تصل إلى معرفة حقيقية
للظواهر الإنسانية إلا بهذا التداخل بين الذات و الموضوع، فلا ينبغي ألا
تطغى هذه الذاتية على البحث فتغير من نتائجه و تأول دلالته.

"م. ميرولو بونتي" كل إنسان ينطلق من وجهة نظره الخاصة ومن فهمه الخاص إن حضور الذات مركزي في تكوين كل معارف الإنسان.


دروس ومقالات فلسفية Z112



هل يمكن إثبات أو نفي النظرية في غياب للوقائع؟

لا تحمل النظرية في دلالتها العلمية معنى قدحيا، فالنظرية بصفة عامة هي
وجهة نظر ينتجها العقل. كما تعني من جهة ثانية مجموعة من الأفكار
المترابطة منطقيا بشكل نسقي( مثل نظرية اللاشعور كما تمت صياغتها من طرف
فرويد، أو نظرية التطور البيولوجي كما صاغها داروين، نظرية الجاذبية
الكونية التي طرحها نيوطن، وقانون الثقالة ، قوانين حول حركة الكواكب إلخ
التي تم استنتاجها رياضيا). فهل يمكن إثبات النظرية العلمية بدون الاحتكام
إلى التجربة و من دون الرجوع إلى معطيات مستمدة من الواقع؟ وإذا كان الأمر
كذلك فما طبيعة الواقع الذي يتم الإحتكام إليه هل الواقع الحسي المعطى
لإدراكنا المشترك أم أنه واقعة علمية يصطنعها العالم لكي يخضعها للتجربة؟
و بالتالي ما علاقة الواقعة التجريبية بالنظرية؟


لا يكفي أن تكون النظرية العلمية مكونة من القضايا، الفرضيات أو القوانين
و تتمتع بالتماسك المنطقي فقط، ب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chababbac.yoo7.com
stercha
عضو شاطر
عضو شاطر
stercha


ذكر
عدد المساهمات : 208
نقاط : 10269
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 28
البلد : Algiers
المهنة / المستوى الدراسي : 3متوسط
المزاج : SAD

دروس ومقالات فلسفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس ومقالات فلسفية   دروس ومقالات فلسفية I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 15, 2011 7:04 am

شكراااااااااااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://woverline.own0.com/forum.htm
وردة بنت الزقم
عضو مبتدأ
عضو مبتدأ
وردة بنت الزقم


انثى
عدد المساهمات : 3
نقاط : 7663
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/05/2014
البلد : الجزائر
المهنة / المستوى الدراسي : 3ثانوي
المزاج : حبوووبه ومرحه

دروس ومقالات فلسفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دروس ومقالات فلسفية   دروس ومقالات فلسفية I_icon_minitimeالسبت مايو 24, 2014 4:14 am

مشكووووووووووووور   king 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس ومقالات فلسفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقالات فلسفية للشعب العلمية
» اكثر من 50 مقالة فلسفية
» ضخم مكتبة فلسفية.......اضعها بين يديك
» اضخم مكنبة فلسفية ....تابع
» أكثر من 16 مقالة فلسفية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثانوية حساني عبد الكريم :: منتــــــــــدى الثالثة ثانوي :: منتدى شعبة آداب و فلسفــــة :: منتدى الفلسفة-
انتقل الى: