ماهو الأنسولين Insulin ؟؟
ما هو الإنسولين ؟
الإنسولين
هو هرمون ، أي مادة كيماوية هامة يحصل عليها جسمك من غدة في البنكرياس
الموجود في البطن خلف المعدة ، والبنكرياس هو عضو يفرز هرمونات متعددة تصب
في الدم مباشرة ، و لها علاقة بتنظيم مستويات السكر في الدم الذي يدور حول
جميع خلايا الجسم ، كما تفرز أيضاً عصارات إلى داخل الأمعاء ، تساعد على
هضم المواد الطعامية التي تتحول إلى سكر كالخبز والأرز ، إذ أن معظم طعامنا
يتحول بعد الهضم إلى سكر يسمى علمياً (الغلوكوز) ، والتي تحتوي على
البروتين كاللحم والجبن واللبن .
ما هي وظيفة الإنسولين في الجسم ؟
إحدى
أهم وظائف الإنسولين في جسمك هي أن يساعد خلايا جسمك على إلتقاط سكر
الغلوكوز من دمك ، لتستخلص الطاقة الحيوية منه من أجل إستمرار حياتها
وقيامها بوظائفها التي خلقت من أجلها .
وعادة ما يقوم البنكرياس بصنع
كميات كافية من الإنسولين والتي تناسب كمية الطعام الذي تتناوله وعدد
الخلايا في جسمك ، والتي قد يبلغ عددها المليارات من الخلايا تشكل جلدك
وعضلاتك والنسيج الدهني تحت جلدك وجهازك التنفسي والهضمي والقلب وغيرها .
ويعمل
الإنسولين كعمل البواب على باب كل خلية ، أو المفتاح الخاص الذي يفتح
بابها ، فعندما يكون الإنسولين المنتج من البنكرياس عندك جيد الصنعة ، فإنه
يقوم بفتح أبواب الخلايا ليسمح للسكر بالدخول إلى جوفها ، وهي بدورها تقوم
بهضمه وحرقه لتعيش .
ولكن . . عندما يكون عندك مقاومة على الإنسولين ،
فإن هذا المفتاح لا يستطيع أن يفتح كل أبواب الخلايا ، فيبقى السكر يسبح مع
الدم حول الخلايا منتظراً أن يتمكن من دخولها ، بينما هي تصرخ جائعة وتطلب
السكر والطعام من المعدة ، والمعدة تستجيب عن طريق الإحساس بالجوع المستمر
، فيأكل المريض المزيد من الطعام والذي يتحول بدوره إلى سكر في الدم ،
ويقوم البنكرياس بإفراز المزيد من الإنسولين ، ولكنه غير فعال ليفتح أبواب
الخلايا كلها أيضاً ، وهي المرحلة ما قبل السكري ، أو السكري الكامن ،
ولكنه البداية للسكري من النمط الثاني .
ويظل السكر يتراكم في الدم
وترتفع نسبته ، إلى أن يكشف المخبري عن طريق تحليل قياس مستوى السكر في
الدم أنه يوجد سكر فوق الطبيعي ، أي فوق 126 ميلي غرام ، وهذا يعني الإصابة
بالسكري من النمط الثاني .
ما هي العلامات التي تدل على أنه لدي (( مقاومة على الإنسولين )) ؟
ليس
لمشكلة ( المقاومة على الإنسولين ) أعراض معينة يمكن للشخص أن يشتكي منها ،
ولكن من المحتمل أن يكون لديك مقاومة على الإنسولين إذا توفرت عندك بعض أو
كل من العلامات التالية :
- إذا أصبحت بديناً أو زائد الوزن
- إذا كنت قليل الحركة والنشاط
- إذا كان عند أحد والديك أو أحد أشقائك أو شقيقاتك إصابة بالسكري من النمط الثاني
- إذا تجاوزت في العمر سن الخامسة والأربعين
- إذا كان لديك ضغط دم فوق 140 / 90 ميليمتر زئبق
- إذا كان مستوى الكوليسترول الجيد ( إتش دي إل HDL ) أقل من 35 ملغ / د ل
- إذا كان مستوى الشحوم الثلاثية في دمك 250 ملغ / د ل أو أكثر
- وجود بقع جلدية داكنة كأنها جلد متسخ على الرفبة وفي الطيات الجلدية ، يسميها الأطباء عادة ( الشواك الأسود )
- بالنسبة للنساء : إذا كان محيط الخصر لديها من نقطة الزر الأيمن إلى الأيسر مروراً فوق البطن أكثر من 84 سم
وبالنسبة للرجال : إذا كان محيط الخصر لديها من نقطة الزر الأيمن إلى الأيسر مروراً فوق البطن أكثر من 96 سم
- بالنسبة للنساء : إذا كان لديها متلازمة المبيض نتعدد الكيسات
كل هذه العلامات المذكورة أو بعضها ، تضعك على حافة الخطورة الصحية المتمثلة بأمراض السكري والقلب والأوعية الدموية .
كيف يشخص الطبيب الحالة المرضية ( المقاومة على الإنسولين ) ؟حتى
هذا الوقت ، لا يوجد فحص مخبري محدد لتشخيص حالة ( المقاومة على الإنسولين
) ، وليس لدى المصابين بهذا الخلل أعراض خاصة ، ولكن يستطيع أي طبيب من
خلال ملاحظة علامات معينة ، مثل البدانة وتزايد الوزن ، وإرتفاع سكر الدم
الصباحي ضمن المستويات ( 110 – 125 ملغ/ د ل ) ، أي أقل من الرقم ( 126 ملغ
/ د ل) الذي يشخص السكري ، ولكن فوق الطبيعي ( 110 ملغ / د ل ) ، وهي
نفسها الحالة التي أسميناها ( ما قبل السكري الصريح ) .
هذه المرحلة ،
هي التي يحاول معظم الأشخاص أن ينكرون أنهم على خطورة الإصابة بالسكري ،
ولكنهم خلال عدة أشهر ، أو سنة ، إذا لم يبدأوا بالعلاج عن طريق الحمية
وإنفاص الوزن بضعة كيلو غرامات و ممارسة الحركة النشيطة يومياً ، فإنهم
سيصبحون مصابين بالسكري من النمط الثاني ، مع إستمرار خلل المقاومة على
الإنسولين لديهم ، مما يعقد عملية العلاج ويجعلها صعبة .
وقد يستمر
المريض على إنكار أنه مصاب بالسكري ، مدعياً أنه لا يشعر بالعطش أو كثرة
التبول ، وهو في الحقيقة مصاب بالسكري ، لأننا في هذه الحالة نعتمد على فهم
معنى رقم سكر الدم وليس على الأعراض ، وفي هذه الحالة يصبح الخطر على صحته
أشد ، لأن السكري لديه سيتطور إلى إصابة قلبية وتصلب الشرايين ، وستصبح
حياته مهددة بشكل فعلي أكثر من ذي قبل .
هل يمكن لمرضى السكري من النمط الثاني أن يصابوا أيضاً بخلل المقاومة على الإنسولين ؟نعم
، فالمقاومة على الإنسولين هو خلل يبدأ قبل ظهور مرض السكري ، وقبل أن
يكتشف مخبرياً ، ويستمر هذا الخلل مرافقاً للسكري ومسبباً له أيضاً ، مما
يجعل من تحقيق ضبط سكر الدم أمراً صعباً على الطبيب والمريض معاًُ ، فيبدو
للمصاب وكأنه من المستحيل منع إرتفاع سكر الدم حتى لو صام يومه كله ، وبعد
سنوات من الحالة ، يفاجأ المريض بحدوث مرض قلبي أيضاً .
وحتى نقلل من
خلل المقاومة على الإنسولين ، وبالتالي حتى نقلل من خطورة الأمراض التي
يسببها فيما بعد ، لابد من إنقاص الوزن قليلاً ، وذلك عن طريق إنقاص كمية
الحريرات الطعامية التي يتناولها الشخص يومياً عن طريق إنقاص الدهون التي
يتناولها ، وتوزيع الطعام اليومي على 4-6 وجبات في اليوم ، ومنع التخمة في
كل وجبة ، وزيادة النشاط الحركي وترك الكسل الذي إعتاد عليه الشخص المصاب ،
مع أخذ الأدوية المناسبة لهذه الحالة بانتظام وفي التوقيت الصحيح من كل
يوم .