السؤال العلمي و السؤال الفلسفي....كما جاء في الكتاب المدرسي.للسنة ثانية ثانوي
أولا: السؤال العلمي
إن مجال السؤال العلمي هو المحسوسات أي عالَمُ الطبيعة، وما تستوجبه من
التخصصات الجزئية. فهو لا يتناول كل الظواهر الطبيعة في شكلها الشامل كما
هو الشأن في السؤال الفلسفي؛ فهو يتناول عالَمَ الطبيعة من زوايا متفرقة.
أما الأمور المستعصية فيه، فتُحَلُّ بالتجريب وما يقتضيه من اختبار الفروض
المحتمَلة وحسابات رياضية مناسبة. والعقبات العلمية التي تواجهنا، تتفاوت
في الصعوبة. فالانتقال من الماء الكيميائي إلى "توقف الماء" هو انتقال من
سؤال علمي بسيط إلى سؤال علمي محرِج.
يتخذ السؤال العلمي من ظواهر الطبيعة الجزئية مجالا له، لأنها تخضع للحواس،
و يطمئِنُّ إلى الحل الذي يستفتي فيه التجربةَ الحسية وحدها أو يستفتي فيه
جامع الحقائق العلمية. فطبيعة الموضوعات التي يُعنى بها السؤال العلمي هي
طبيعة حسية يتيسر علاجُها باصطناع المنهج العلمي الذي يقوم على المشاهدة
والتجربة.
ثانيا: السؤال الفلسفي أما السؤال الفلسفي، فإنه يتعلق بما وراء الطبيعة، فهو يقتضي في موضوعاته،
الانتقالَ من مجال البحث الواقعي إلى مجال البحث عن العلل الأولى
للموجودات. والإجابة عنه ليست بديهية، وذلك نظرا إلى القلق الذي يُثيره في
الباحث وإلى ضرورة استعمال الحكمة ومناهج الاستنباط العقلي. فهو يخاطب فيه،
منطق العقل والحكمة، لا منطق الخرافة والاعتقاد الجامد.
IV ـ متى لا يكون للسؤال جواب؟
لا يكون له جواب، عندما يتحول السؤال إلى مشكلة أو بالأحرى إلى إشكالية، أي
عندما تكون الإجابة معلقةً أو تحتمل صدقَ وكذبَ الحالتين المتناقضتين معا.
وهذا يعني أن الجواب إذا وجد، فإنه يكون مثار استغراب، لأن الجمع بين
المتناقضين مثلا، قضية مرفوضة في قواعد المنطق.
أولا: ملاحظة بعض المشكلات المختلفة
لاحظ معي المشكلات الخمس التالية:
1- أيهما أسبق البيضة أو الدجاجة؟
2- هل اللانهائي لانهائي حقيقة؟
3- هل التسامح يحتضن اللاتسامح؟
4- هل الديمقراطية تتعايش مع اللادمقراطية؟
5- "أنا أسكن في مدينة (س)، و كل من يسكنها هو كاذب"، هل هذه القضية صادقة أم كاذبة؟
ومهما كان نوع هذه الأسئلة الفلسفية، فإن الجواب يدور في حلقة مفرغة، لأنها على حد تعبير الفلاسفة، إشكالية.
ثانيا: التعليق عليها1- في القضية الأولى نجد أنفسنا أمام المفارقة التالية: إن البيضة هي
الكائن الحي الأول في الزمان، لأنها مصدر وجود الدجاجة. ولكنّ هذه البيضة
هي نفسها تستمد وجودها من الدجاجة. و أمام هذا الوضع، نقع في أمر غريب وهو
أن (أ) أي البيضة أصدر (ب) أي الدجاجة وصادر عنه أي عن (ب). وهذا موضوع
فلسفي يبحث عن حل وما يزال.
2- وفي القضية الثانية، نجد أنفسنا أمام إجابات متناقضة بالنظر إليها جملة،
ولكنها صحيحة بالنظر إلى كل إجابة مأخوذة على حدة: ففي الرياضيات، مهما
زاد العدد فوق الصفر أو زاد تحته، فإن مفهوم اللانهائي هو حقيقة لا يمكن
رفضُها. وفي مقابل ذلك، فإن اللانهائي في الفيزياء لا معنى له، ما دامت
الظواهر الطبيعية تستجيب لنظام الكون، وتفهم في إطاره. وتزيد المفارقة
تعقيدا، عندما نطرح المأزق الذي وقع فيه أخيل عندما أخذ مسافة معينة أي
(م) محددة وقرَّر أنه يبدأ بقطع نصف المسافة (م) ثم نصف النصف أي الربع ثم
الثمن؛ وهكذا، من غير أن يصل إلى نهاية. وهذا يعني أن المسافة المحدودة
تحمل داخلها مسافات لامحدودة. وعلى هذا الأساس، نتساءل، كيف يمكننا الحديثُ
عن اللانهائي المطلق الإيجابي (+) واللانهائي المطلق السالب (ـ)، وكلاهما
ينطلق من نقطة الصفر أي النقطة التي تفصل (+) عن (ـ)؟ وأما الرسَّامون
الذين حاولوا التعبير عن اللانهائي في إنتاجاتهم الفنية، فإنهم في الحقيقة
جعلوا له نهاية، أي جعلوا نهاية لما لا نهاية له.
3- وفي القضية الثالثة، حيرة: هل الشيء يحتضن نقيضه؟ هل التسامح باسم
المسامحة، يقبل ما يسعى إلى نفيه أي إلى نفي التسامح ــ مع العلم بأنه لا
معنى للتسامح إن تقيَّد بشروط الرفض و التعصب؟
4- وكذلك الأمر بالنسبة للديمقراطية، لأنها تحتضن التنوُّع، سواء كان هذا
التنوع اختلافا بسيطا أو اختلافا يصل إلى التضاد. ولكن، ألا يكون هذا خطرا
على الديمقراطية بحيث ينتصر النقيض الأقوى، على النقيض الآخر.
5- "أنا أسكن في مدينة (س)، وكل من يسكنها هو كاذب"، هل هذه القضية صادقة
أم كاذبة؟ فالقائل يجب أن يكون كاذبا، ما دام هو من سكان هذه المدينة.
أ- أنا أسكن في مدينة (س)،
ب- وكل من يسكنها هو كاذب
ج- فأنا إذن كاذب
وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من أن نأخذ كلامه على أساس أنه كاذب، و إذا
كنا لم نصدق ما قاله عن أهل المدينة، أخذنا بضد ما قاله أي أنهم ليسوا
كاذبين فهم صادقون. ولكنَّ انطلاقَنا من كذبه، يوصلنا إلى النقيض
خاتمة: حل المشكلةيمكن القول من الناحية المبدئية، بأن لكل سؤال جوابا. فقد يكون الجواب
يسيرا ومعروفا، لا يتطلب جهدا كبيرا ولا إبداعا، إذا كان السؤال من صنف
الموضوعات المبتذلة التي لا تثير فينا، إحراجا ولا دهشة. وفي حالة تقدم
السؤال في شكل وضعيات مستعصية، تأخذ الصعوبات في الظهور وتشتد. وعندما تصل
هذه الصعوبات إلى غاياتها بالنظر إلى طبيعة المجال الذي تنبثق منه، وإلى
حجم وقوة الانفعال الذي تثيره، يعسر الجواب، فيُعلَّق بين الإثبات والنفي
تارة، ويطرح في حلقة مفرغة تارة أخرى، وقد يُسكت عنه في حالة من الحيرة
والارتياب. وعندئذ نقول: إن السؤال ما يزال ينتظر جوابا. وهذا النوع من
السؤال يقحمنا بلحمنا ودمنا، وبكل جوارحنا وكياننا في وضعية تربك سكينـتنا
العقلية والمنطقية والنفسية (من موازين وقواعد وعقائد). وهذا هو الذي
يتحدث عنه الفلاسفة في تعرضهم للمواقف المشكلة. ومن هنا، ترانا نتساءل: هل
كل سؤال هو مشكلة؟ وهل كل مشكلة سؤال؟ و هل الإشكالية مرادفة لها؟
------------------------------
منقول ..من الكتاب المدرسي.للسنة ثانية ثانوي
اجمل ما قرأت...
اروع ما قرأت...
لماذا ينبغي أن نتعلم الفلسفة ؟
1 –لأننا ينبغي أن نتعلم منها الاحترام : احترام الإنسان ، و لا احترام له
إلا باعتراف به ،و لا اعتراف إلا بسماع لأقواله و أفكاره و لا سماع له إلا
بقبول أن ما لدينا خطأ يحتمل الصواب فعلا و ليس إدعاء
2- لأننا ينبغي أن نتعلم منها الحرية : و لا حرية إلا بتكوين شخصية حقيقية
تقرأ و تفهم و تفكر ،قادرة على الفهم و المقارنة و النقد و الحكم
القويم:حكم تعلم نفسها بنسبيته و زمانيته
3-لأننا ينبغي أن نتعلم منها إعمال العقل :ذلك أن كل أشكال الاستبداد و
الدوغمائية والإيديولوجيات الراغبة في الهيمنة أول ما تحاول القضاء عليه و
اغتياله هو العقل ،فإذا لم تستطع إلى ذلك سبيلا رضيت بالتشكيك فيه و إنزاله
مرتبة دونية ناقصة ، رغم أنه أعظم نعمة منحها الله للإنسان ، لذا ينبغي
الانتصار له خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي يشهدها عالمنا الإسلامي و
العربي.
4-لأننا ينبغي أن نتعلم منها قيمة العلم الحقيقي:فلا فلسفة بدون علم و لا
علم بدون فلسفة ،إنهما صنوان مقترنان، و تاريخ الفلسفة يشهد أن الفيلسوف
كان متضلعا في علم عصره بل مجتهدا فيه خصوصا العلوم الحقة ،لذلك كثيرا ما
تكون الفلسفة انعكاسا للعلم ،و يكون العلم انعكاسا للفلسفة
5-لأننا ينبغي أن نتعلم منها التواضع : سقراط سمى نفسه محبا للحكمة و لم
يسمي نفسه حكيما رغم أنه أهل لذلك حتى يشرع التواضع في العلم و الفكر. لا
أن تنقض على الناس رؤوس جاهلة تتنطع :تسفه العلم و العلماء مزهوة بكلمات
تحفظها و عبارات تلوكها بتعصب دون تفكر أو تعمق أو تدبر